لم يحصد “مؤتمر إعادة إعمار العراق” المنعقد في الكويت، إلا جزءا يسيرا مما يحتاجه العراق فعلا لإعادة إعماره.
هو العراق الذي تعرض لأضرار قدرت بـ46 مليار دولار في حربه على تنظيم داعش الإرهابي.
ويحتاج اليوم الى أكثر من 88 مليارا لإعادة إعماره.
مليونان و500 الف نازح آمالهم معلقة على “مؤتمر الكويت الدولي” فيما تتطلع الحكومة العراقية الى أن يقابل المجتمع الدولي انتصار بغداد على الإرهاب بمساهمة مالية ضخمة لإعادة بناء ما دمرته حرب السنوات الثلاث.
المؤتمر الذي يعقد برئاسة، الكويت والعراق والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي، يسعى الى الحصول على تعهدات من مانحين ومستثمرين لإعادة إعمار منازل ومدارس ومستشفيات العراق وبناه التحتية الاقتصادية.
الاتحاد الأوروبي خصص 400 مليون يورو لدعم جهود الإعمار، إضافة إلى المساعدات الفردية التي تتلقاها بغداد من الدول الأوروبية.
الولايات المتحدة الاميركية لن تقدم أي مبلغ مالي بل عولت على ما وصفه وزير الخارجية ريكس تيلرسون بنخوة الدول الخليجية، وستكتفي واشنطن بتوقيع مذكرة تفاهم تقضي بتسهيل بنك الاستيراد والتصدير الأميركي تمويل المشروعات.
تسابقت دول الخليج لتلبية التوصية الأميركية، فتبرعت الكويت بملياري دولار، مليار منها كقروض، والآخر مخصص للاستثمار. أما قطر فقدمت حزمة من القروض والاستثمارات بقيمة بمليار دولار، فيما خصصت السعودية مليار و500 مليون دولار.
رغم أن التمويل لم يكن بمستوى التوقعات، إلا أن العراق يتطلع الى طي صفحة الحرب والانطلاق نحو إعادة اطلاق العجلة الاقتصادية، مشرعا أبوابه أمام الشركات الأجنبية والمستثمرين، ساعيا الى تجاوز مشكلة الفساد المستشري في إطار جمع أموال إعادة الإعمار.