عيد الحب في السعودية، فتاوي دُعاة تبيح الاحتفال بعد حظرها وتحريمها سابقا، ونشطاء يسخرون من تبديلهم للفتاوى وإعادة تفصيلها حسب هوى السلطان.
تقرير: ابراهيم العربي
لا تزال بعض الدول العربية والإسلامية ترفض الاحتفال بعيد الحب الذي يوافق في الرابع عشر من فبراير من كل عام، على خلفية أنه يساهم في إفساد الشباب ويجب تحاشيه، ومن تلك الدول السعودية.
غير ان هذا العام، غردت السعودية خارج السرب، فبعد أن كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحذر بإستمرار المحلات التجارية والبائعين من التصريح علنا بعيد الحب وعرض منتجات بهذه المناسبة حيث تمارس السلطات رقابة مكثفة على المتاجر والمحلات التي تروّج لعيد “الفالنتاين”، خرج الداعية السعودي أحمد بن قاسم الغامدي هذا العام ليُفتي بأن قبول التهاني والورود الحمراء بعيد الحب مباح.
وقال الغامدي “انه لا مانع من تهنئة المحتفلين بالأعياد غير المتسمة بطابع ديني كعيد الحب ونحوه، وقبول الهدايا كالورود الحمراء والمكافأة على تلك الهدايا بالورود، وقبول تهنئتهم أيضاً بعيد الفطر وعيد الأضحى ما لم تكن لها دلالات عقدية مخالفة للإسلام”.
وأثارت فتوى الغامدي عن “عيد الحب” جدلا واسعا في السعودية، حيث انقسم المجتمع إلى فريق محافظ متمسك بالتفسير الرسمي للشريعة الإسلامية، وفريق آخر يدعو لتطبيق تفسيرات أخرى أقلّ تشددا.
وعبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تفاعل مغردون سعوديون مع مناسبة عيد الحب وتنوعت آرائهم بين الساخرة والمُحرمة للاحتفال بمثل هذا العيد الذي ليس فيه طابعاً إسلامياً بحسب زعمهم.
بدوره سخر النشاط والمعارض الإماراتي المقيم بتركيا حمد الشامسي، من تلون مشايخ البلاط السعودي التابعين لـ”ابن سلمان” وتبديلهم للفتاوى وإعادة تفصيلها حسب هوى السلطان، كما وصف الشامسي.
أما إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم فقد علّق على الاحتفال بعيد الحب، منتقداً اختزال هذه العاطفة في يوم واحد طيلة العام، ومبدياً إستياءه من هذا الأمر.
التطبيل لولاة الأمر من قبل الدعاة بات أمرا طبيعيا في المملكة، حيث يتحول المعارضون لأي قرار، فجأة إلى مؤيدين له، بمجرد صدوره، لإرضاء الحاكم، ما دفع الكثيرين الى عدم الثقة بهم أو تصديقهم.