الخطر الوجودي الذي تشكله الجمهورية الإسلامية على الكيان الإسرائيلي، دفع الأخير الى البحث عن حليف في المنطقة، يكون له عونا في مواجهة إيران. فكانت السعودية التي أبدت استعدادها الكامل.
تقرير: حسن عواد
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن سعي الكيان الإسرائيلي الى إنشاء تحالف عسكري علني مع السعودية نتيجة تزايد المخاوف من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
هذا التحالف حركته نزعة التنافس الإقليمي في ظل تزايد التحركات السياسية والعسكرية.
صحيفة “البايس” الأسبانية، ذكّرت في تقرير لها، بالتقدير الإسرائيلي لما أظهرته حكومة الرياض من تعاطف تجاه تل أبيب فيما يخص الهولوكوست أو ما تعرف بالمحرقة اليهودية التي حدثت في عهد أدولف هتلر، في حركة سياسية دبلوماسية لم يسبق لها مثيل، إضافة الى زيارة ولي العهد محمد بن سلمان الى الأراضي المحتلة، واللقاءات المتكررة بين ضباط استخبارات سعوديين مع قادة إسرائيليين.
سياسة التقارب تلك، ما هي بحسب الصحيفة إلا جزء من محاولة التصدي للتحول في المشهد، لا سيما الوجود الإيراني القوي في منطقة الشرق الأوسط، والذي تعتبره كل من الرياض وتل أبيب يشكل خطرا وجوديا عليها.
ما يزيد من المخاوف، القوة الإضافية التي اكتسبها “حزب الله” في لبنان، الأمر الذي شكل حاجة ضرورية لوجود تحالف عسكري إسرائيلي مع الدول التي يصفها كيان العدو بالإسلامية المعتدلة وعلى رأسها السعودية، من أجل تجنب المواجهة منفردة، أو من أجل زج تلك الدول في الصراع مع إيران وحلفائها، وفي المقابل تبقى بمنأى عن الدخول في صراع مسلح مع طهران.
صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية، تطرقت الى العلاقة الإسرائيلية السعودية، معتبرة أن القضية الإيرانية، ومعها قضية فلسطين، ليستا القضيتين الوحيدتين اللتين تمثلان ملامح هذه العلاقة، بل أن الملف النووي السعودي، واحد من أهم الملفات التي تجمع الطرفين على اعتبار انه يجب ان يخضع التقدم فيه الى موافقة الكونغرس الأميركي.
تل أبيب عرضت في هذا الإطار، مساعدة المملكة على تحقيق هدفها بالوصول الى السعودية النووية، من خلال نفوذها المتمثل باللوبي الصهيوني في الكونغرس، مقابل الضغط على الفلسطينيين من أجل تقديم التنازلات وتحقيق ما تسمى عملية السلام، إضافة الى التخلي عن القدس التي أعلنها الرئيس الأميركي زورا عاصمة للكيان الإسرائيلي.