يعيش بعض محتجزي الريتز كارلتون حالة من الاكتئاب بعد الإفراج عنه، فيما أقدمت شخصيات عدة على الهرب من المملكة، ما جعل ولي العهد محمد بن سلمان في حيرة من أمره.
تقرير: حسن عواد
فتح الريتز كارلتون أبوابه من جديد لاستقبال النزلاء، إلا أن آثار الفترة التي حُوِل فيها إلى معتقل ما زالت تخيم على الأجواء.
في أي حال خرج الأمراء ورجال الأعمال السعوديون من فندق الريتز الذي احتجزوا فيه لأسابيع؟
سؤال تناولته صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية في تقرير قامت بإعداده.
أزيلت الأجسام الثقيلة الوزن والحادة من الغرف، خوفا من إقدام النزلاء على الانتحار.
احتجز الأثرياء والأمراء في أجنحتهم بالفندق على مدى أسابيع، حيث كانوا يقضون أوقاتهم ما بين جولات التحقيق ومشاهدة التلفزيون.
غرفهم كانت تبقى مفتوحة، يحرسها رجال أمن، مما يفقدهم الخصوصية. ولم يكن يسمح لهم بتبادل الأحاديث مع بعضهم البعض، بل يمنحون فرصة التحدث عبر الهاتف مع أفراد عائلاتهم لوقت محدد.
هذا ما يتضح من التقرير، الذي كشف أيضا أن البعض خرج من الريتز وهو يعاني حالة من الاكتئاب، ولا يكاد يتحدث عما واجهه خلال فترة احتجازه، بل يبقى صامتا معظم الوقت.
أما البعض الآخر، فيحول الموضوع إلى مزاح، ويتحدث عن حمية إجبارية أفقدته بعض الوزن وأكسبته لياقة صحية.
حملة مكافحة الفساد المزعومة التي انتهت بالإفراج عن الأمراء ورجال الأعمال بعد تسويات مالية، قدرت بمئة وستة مليارات دولار، لن تمر مرور الكرام دون أن تخلف آثارا وراءها، بحسب ما أكدت صحيفة “لوتون” السويسرية التي كشفت ايضا في تحقيق لها أن النخبة السعودية فقدت ثقتها بالمملكة، وجعلت ولي العهد محمد بن سلمان المسؤول عن الحملة في حيرة من أمره، خاصة وأن العشرات من رجال الأعمال ومن الأمراء ومن الوزراء السابقين قد لجأوا إلى أوروبا ولندن وباريس، فيما استحصل نحو عشرين شخصا من عائلة آل سعود على تراخيص إقامة في جنيف.