اتفاق أميركي تركي على إصلاح العلاقات، وأنقرة تقترح انتشاراً عسكريا مشتركاً في سوريا.
تقرير: إبراهيم العربي
بعد أن وصلت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة إلى مرحلة حرجة ولوحت أنقرة بقطعها في حال استمرت واشنطن في دعم القوات الكردية، جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكية “ريكس تيلرسون” لتركيا في محاولة لرأب الصدع وتخفيف التوتر في العلاقات بين البلدين.
فقد اتفقت تركيا والولايات المتحدة، على العمل معا في سوريا بعد أسابيع من التوتر في العلاقات نتيجة الهجوم التركي في شمال سوريا، مما أثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.
وفي الوقت الذي وصف فيه مراقبون مباحثات تيلرسون في أنقرة بالأصعب، يبدو أن المهمة الرئيسية لوزير الخارجية الأمريكي خلال زيارة أنقرة، كانت تهدئة غضب تركيا إزاء السياسة الأمريكية في سوريا، وهو خلاف أسفر عن أكبر أزمة في العلاقات الثنائية منذ حرب العراق عام 2003.
والعملية التي تشنها تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية أضافت مشكلة جديدة في علاقات ثنائية يشوبها توتر متزايد، فقد حذرت واشنطن من أن العملية التركية في منطقة عفرين يمكن أن تحرف مسار الحملة ضد الجهاديين، إلا أن زيارة تيلرسون ربما تحمل الكثير من التغيير.
من جهته قال وزير الخارجية التركي إن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على ضرورة تطبيع العلاقات، موضحا أن العلاقات في مرحلة حساسة، متعهدا بإنشاء آليات لبحث القضايا الخلافية، بعد أن توصل الجانبان إلى اتفاق بشأن إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي.
وعقب مؤتمر الوزيرين صدر عنهما بيان مشترك أكدا فيه الوقوف بحزم ضد كل محاولات التغيير الديمغرافي، وفرض الأمر الواقع على الوضع في سوريا. ونوه البيان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية التركية الأمريكية، بأن الجانبين تربطهما علاقة تحالف في حلف شمال الأطلسي الناتو منذ 65 عاما، وأنهما شريكان استراتيجيان.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بأن تيلرسون أجرى محادثات إيجابية وصريحة مع الرئيس التركي بشأن سبل تحسين العلاقات بين البلدين. حيث اقترحت أنقرة نشر قوات مشتركة “تركية – أمريكية” في مدينة منبج شرقي حلب، ضمن اللقاء الذي جمع الرئيس التركي، وتيلرسون.