في الذكرى السابعة لحراك المنطقة الشرقية، المرأة مؤدية أدوارها في الساحات المنتفضة وميادين العمل، فكان دورها شعلة في استكمال الحراك.
تقرير: سناء ابراهيم
نعيمة المطرود، إسراء الغمغام، فاطمة آل نصيف، وغيرهن كثيرات، من حرائر المنطقة الشرقية، رسمن بأيديهن وصدى أصواتهن، ملامح وطن الكرامة والإنسانية والعزة والصمود والثورة على ظلم السلطات السعودية التي لم تميّز في قمعها وجورها بين شيب وشباب وأطفال ونساء ورجال.
لم يقل دور المرأة في حراك الانتفاضة الثانية في المنطقة الشرقية الذي انطلق في السابع عشر من فبراير عام 2011، عن مستوى دور الرجال والشبان. لعبت المرأة الشرقية دوراً يُفتخر به منذ بداية الحراك وما قبله، فلاقت نصيبها من القتل، والاعتقال التعسفي، والتعذيب في السجون، ولعل نعيمة المطرود وإسراء الغمغام نموذجان عن نساء تقبعن خلف القضبان السعودية بفعل مشاركتهن في الحراك.
طبيبة داوت جرحى الانتفاضة، خطيبة على الملأ، ناشطة، مشاركة، وموثقة للأحداث من قلب الساحة، تقود ثورة بأكملها، ترسم على الجدران شعارات الثبات والصمود، هي المرأة القيطفية في الحراك. ث”ورية المرأة في ثورة السابع عشر من فبراير”، دعمت المطالبة بالحقوق المشروعة والحرية والكرامة ومنحت الحراك الثوري عزيمة أكبر وثبات بمؤازرتها لنشطاء الحراك. ملأن الساحات، رفعن قبضاتهن، وعلت صراختهن ضد ظلم وجور النظام، رافضات القتل والجور الواقع على شبابهن.
استثمرت المرأة في المنطقة الشرقية جلّ طاقاتها ومواهبها في الحفاظ على نبض الثورة، وبرزت في جميع المجالات، وليس مستغرباً أن تدفع المرأة الشرقية ثمن ثباتها وعزيمتها ودفاعها عن الكرامة والحقوق التي كفلتها الشرع الموضوعة دوليا وسماويا.
على امتداد الأعوام السبعة الماضية لم يهدأ نبض الحراك، على الرغم من همجية السلطات، فكان لحرائر الشرقية دور بارز في كل محفل وخطوة ومنعطف تمر به المنطقة. وكشف اجتياح المسوّرة عام 2017 على مدى 100 يوم عن دور النساء في مقارعة ظلم وجور وغطرسة السلطات، الممرضة آيات المحسن، نموذجاً من نساء القطيف والأحساء، فبينما كانت ممرضة تقوم بواجبها بمداواة جرحى الهجمات العسكرية التي نفذتها قوات السلطة خلال اجتياحها الدموي على العوامية، أصبحت آيات المحسن جريحة استهداف عسكري.
المرأة العوامية كانت نموذجاً من الصمود والقوة والعزيمة والصبر، فكانت المرأة العوامية، أم شهيد وأخت شهيد وزوجة شهيد، وأيضاً كانت الطبيبة، وكانت الصابرة والمتحملة لحصار همجي بكل ما أفرزه من مشاهد معاناة. ولعل ما رأته عيون زوجة الشهيد سلمان الفرج حين اغتالته فرق الأمن السعودية أمام عائلته وشاهدت كيف ارتقى زوجها شهيداً ومن ثم اعتقالها لبعض الوقت، انتقاما من دورها، ليس سوى فصلاً ومشهداً واضحاً عن العزيمة والصبر والدور الذي تؤديه المرأة في المنطقة الشرقية، على امتداد الانتفاضة، ليس الثانية فقط فقد سجل تاريخ المنطقة الشرقية منذ الانتفاضة الأولى أسماء ناشطات وشهيدات في وجه الظلم السلطوي.