العدوان السعودي على اليمن هو السبب الرئيس في تنامي تنظيم “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية. أغرقت السعودية اليمن في أزمة إنسانية، في موازاة دعمها للإرهابيين بالأسلحة.
تقرير: بتول عبدون
قد يدفع العدوان السعودي على اليمن أجيالاً في المستقبل إلى التطرف. هذا ما توصل إليه الكاتب الأميركي مات ريزنر.
يؤكد ريزنر أن الأساليب العدوانية التي ينتهجها الجيش السعودي دفعت العديد من اليمنيين إلى التأكد من أن السعوديين ليسوا سوى قوة احتلال مزعزعة لاستقرار بلدهم، مما مكن تنظيم “القاعدة” من تعزيز جهوده لتجنيد عناصر له في شبه الجزيرة العربية.
يحث الكاتب، في مقال له في مجلة “ناشونال إنترست” الأميركية، حكومة بلاده على ممارسة الضغط على المملكة لتغيير أساليبها العسكرية في اليمن منعا لسقوط هذه الدولة في فوضى سياسية، مؤكداً أن الأضرار التي ألحقتها السعودية باليمن تدعو إلى القلق، فالمملكة تستهدف عن عمد البنية التحتية المدنية لاختلاق أزمة انعدام أمن غذائي في المناطق التي يسيطر عليها “أنصار الله”، وفقاً لريزنر.
ومع أن السعودية أعلنت أنها رفعت الحصار على موانئ اليمن في ديسمبر / كانون الأول 2017، إلا أن العديد من تلك الموانئ لم تعد صالحة تقريباً للاستخدام وفقا لـ”ناشونال انتريست”، بفعل ضربات التحالف السابقة عليها، مما أدى إلى تأخير وصول إمدادات الغذاء والدواء إلى السكان المحتجين.
المجلة الأميركية تشير إلى أن استراتيجية السعودية هي تجويع اليمنيين من أجل إرغامهم على الاستسلام، والتداعيات السلبية لممارساتها تفوق المخاوف من حدوث أزمة إنسانية عظيمة الأثر. وبحسب المجلة الأميركية، فإن حضور تنظيم “القاعدة” تعاظم مستفيداً من الأسلحة التي نقلتها السعودية إلى عدد من الجماعات المسلحة في البلاد.
ومن سوء الطالع، بحسب ريزنر، فإن التداعيات السلبية لممارسات السعودية في اليمن تفوق المخاوف من حدوث أزمة إنسانية عظيمة الأثر، فـ”القاعدة” ظل يشكل حضوراً كبيراً منذ أمد بعيد في اليمن وتعاظم طوال مسار العدوان.
وكلما طال أمد الصراع وألحق السعوديون مزيداً من الأذى بالسكان المدنيين، ازداد الخطر من قدرة التنظيم على توطيد مواطئ قدمه في شبه الجزيرة العربية، بحسب ريزنر.