السعودية/ نبأ (خاص)- قالت الخبيرة اليمينة-السويسرية في شؤون الخليج وأستاذة العلوم السياسية في جامعة زوريخ السويسرية الدكتورة إلهام المانع، بأن انضمام دول الخليج إلى التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم داعش؛ يشير إلى شعور كلّ من السعودية وقطر بأنّ خطر التنظيم يمسّ أمن المنطقة بأسرها.
إلا أن المانع أشارت في مقابلة مع موقع "دي دبليو" إلى ما وصفته بالإزدواجية، حيث تقوم كلّ من الدوحة والرياض بترويج التطرف الديني، في الوقت الذي يعملان على محاربة التطرف والإرهاب.
ورأت المانع بأنّ تنظيم داعش يمثل تهديداً وجوديا للسعودية وقطر، إلا أن المشكلة – كما تقول – تكمن في أن كلا من السعودية وقطر متورّطتان في تهيئة البيئة الخصبة للأفكار التي تقوم عليها داعش.
وأوضحت المانع إلى أن هناك اتجاهاً داخل السعودية يؤشِّر على أن "الغالبية العظمى" تؤيّد تنظيم داعش، وتعتبره ممثلاً للدين الإسلامي، وهو ما يؤكّد بحسب المانع بأن الفكر الديني الذي تروج له المملكة السعودية هو البيئة التي احتضنت فكر داعش وبقية التنظيمات الإرهابية.
وتعليقاً على الرسالة التي وجهها مفتي السعودية بعين الاعتبار ضد داعش واعتبرها غير إسلامية، قالت المانع بأن فحوى الرسالة تبين أنه فعل ذلك على مضض، حيث إنه ضمنها كذلك رسالة موجهة إلى أولياء الأمر داخل السعودية لمواجهة التيارات الليبرالية التي تحاول أن تحطم الدين داخل المملكة، على حدّ زعمه.
وتضيف المانع بأن النظام في السعودية في مأزق، فهو مدرك أن الأغلبية داخل المملكة تؤيد الفكر الديني والأيديولوجي لداعش. ومن جانب آخر، تقول المانع بأن التيار الديني الذي يقوم على أساسه النظام السعودي يُعاني من الانقسام الداخلي.
وفي الوقت الذي تلمس المانع أن النظام السعودي تراجع في دعمه للحركات المتطرفة في الخارج، إلأ أنها تؤكّد وجود شرائح داخل المملكة تقوم بدعم هذه الحركات، وتتحدّث المانع عن وجود هذه الشرائح داخل العائلة المالكة والعائلات الثرية وبعض التيارات الدينية القائمة داخل المملكة.
واستبعدت المانع توّجه المملكة إلى الإصلاح في الداخل، مشيرةً إلى ممارساته القمعية مع الداعين للإصلاح السياسي في الداخل، مثل المحامي وليد أبو الخير، والمدون رائف بدوي، المعتقلين، وقالت المانع بأن كلّ رموز الحراك الإصلاحي في المملكة هم الآن داخل السجون. متسائلة: "كيف تدعم السعودية الاعتدال خارج المملكة وتواجهه داخلها!".