فيما كانت الإدارة الأميركية تعلن قرارها بتقريب موعد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، وجهت السعودية سهامها الى حركة “حماس” في خطوة قد تعطي العدو الإسرائيلي دفعا للإمعان بانتهاكاته.
تقرير: حسن عواد
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب محقا عندما قال إن الغضب العربي تجاة إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها، لن يستغرق إلا بضعة أيام، وبعدها تعود الأمور الى وضعها الطبيعي.
وها هو بعد أشهر قليلة يوجه صفعة جديدة أخرى تنطوي على استفزاز أكثر وقاحة، تقضي بتسريع افتتاح السفارة الأميركية في القدس، متوقعا صمتا عربيا حول هذا الإعلان.
وبالفعل، ففي التقارب العربي مع الكيان الإسرائيلي، لا سيما التطبيع السعودي معه، لم يصدر أي موقف عن الرياض يدين هذا الإعلان، بل على العكس وجهت المملكة سهامها تجاه حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، من خلال وزير خارجيتها عادل الجبير والذي وصف الحركة بالإرهابية المتطرفة، تماما كما يحلو لقادة الكيان الإسرائيلي تسميتها.
وفي هذا الخطاب تشجيع لتل أبيب على استمرار ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق فلسطين وشعبها.
حركة حماس ردت على إعلان ترامب الجديد، وحذرت من خطورة الخطوة، معتبرة أنها تمثل تحديا صارخا، واعتداء جديدا على حقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، واستفزازا لمشاعر الامة العربية والإسلامية.
أما حكومة السلطة الفلسطينية فاعتبرت أن القرار هو تحد سافر للإرادة الدولية ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعية العالم إلى رفض الخطوة الأميركية الإسرائيلية الاحتلالية الاستعمارية.
وبرفض خجول، استنكرت جامعة الدول العربية القرار، مشيرة الى أنه يمثل حلقة جديدة في مسلسل الاستفزازات والقرارات الخاطئة.
إن الحق المغتصب، لا يسترد بالمفاوضات أو باتفاقات سلام مزعومة مع العدو المحتل. التاريخ أثبت إن “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”، والقدس تمثل نبض القضية الفلسطينية، ويجب ان تكون الهدف الجامع لكل الفلسطينيين والعرب للدفاع عنها والعمل على تحريرها وبقائها القلب النابض لفلسطين.