في ظل الأزمات المتلاحقة والصراعات الداخلية التي تشهدها السعودية منذ مدة ليست بالقصيرة، فإن التحولات المتسارعة في المملكة تواجه تحديات تقتل اي محاولة للإنفتاح، بدءاً من القبضة الأمنية وصولاً سلطة المؤسسة الدينية.
تقرير: ابراهيم العربي
على مدى عقود، كانت المؤسسة الدينية في السعودية تحظى بسلطةٍ هائلة، أما الآن، فيحدّ ولي العهد، محمد بن سلمان، من امتيازاتهم كجزءٍ من محاولته لبسط سيطرته على المملكة والضغط باتجاه نسخة أكثر انفتاحاً للإسلام، بحسب زعمه.
المملكة التي عُرفت على الدوام بانغلاقها الديني، بدأت تتخلّص وفق ما أكده موقع “دوتشيه فيلله” الألماني من الثوب المحافظ كي ترتدي ثوبا أكثر انفتاحاً، في مرحلة جديدة من عمر آل سعود، دشنها إبن سلمان منذ وصوله إلى كرسي ولاية العهد، والتي كان آخرها التخطيط لضخ مبلغ 64 مليار دولار في مجال الترفيه خلال السنوات العشر المقبلة، وهو مبلغ غير مسبوق في قطاع لم تكن الدولة السعودية تهتم به كثيرا.
الموقع الألماني وفي تقريرٍ أكد أن التحوّلات المتسارعة في المجتمع السعودي تواجه تحديات متعددة قد تهدد بمقتل أيّ محاولة لانتفاح معيّن، فالقبضة الأمنية لا تزال حاضرة بدليل إلقاء القبض على الكثير ممّن لهم آراء مخالفة أو حتى مستقلة عن توجهات الدولة.
يثير الوضع الاقتصادي الصعب، بحسب الموقع خاصة مع شكاوى مواطنين من غلاء الأسعار وارتفاع البطالة، أسئلة حول النية الحقيقية للسلطات السعودية وراء هذا الانتفتاح، ومدى إمكانية أن يتعلّق الأمر بمحاولة لتنفيس ضغط شعبي واضح.
وأكد الموقع أن أبرز تحدٍ يواجه محمد بن سلمان، هو ما يخصّ سطوة رجال الدين في المملكة، إذ يعي ولي العهد أن مشروعية الحكم تنطلق من دواعٍ دينية أساسية، وأن رأي المؤسسة الدينية أمر أساسي في حياة المملكة. لذلك يبقى الانفتاح رهين داخل السعودية بمدى تطوّر التصوّرات الدينية الرسمية.
وأشار الموقع الى أنه من التبسيط حصر سياسة الترفيه في أهداف داخلية تهم سكان السعودية، فقد تكون لهذه السياسة أهداف خارجية تبغي تحسين صورة السعودية في العالم الخارجي، خاصة وأن الرياض ترغب باستقطاب المستثمرين الأجانب في إطار رؤية 2030. في حين تتناسى السلطات معاناة الفرد الذي يطالب بأوليات متعددة.