تحصد السعودية إدانات متواصلة نظير سياسياتها الداخلية والخارجية وضعها في طريق وعر، مما دفع الرياض للمرة الأولى إلى تقديم خطاب هادئ جداً اتجاه قطر منذ بداية الأزمة الخليجية.
تقرير:هبة العبدالله
مرت 8 أشهر على المقاطعة التي فرضتها السعودية والدول الحليفة لها على قطر بدعوى دعم الإرهاب والتقارب مع إيران. وبعد إصرار السعودية على إفشال كل الوساطات التي بذلت من أطراف عدة يبدو أن موقف الرياض بدأ يلين مؤخراً.
فقد أعلن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أن الدوحة قد أوقفت دعمها لـ”جبهة النصرة” في سوريا، ولحركة “حماس” في قطاع غزة، مما سمح للسلطة الفلسطينية بـ”بسط نفوذها في القطاع”. وقال الجبير، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل قبل أيام عدّة، إن بلاده تأمل أن “تواصل الدوحة هذه السياسة من أجل عودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وقطر”.
يقول مراقبون للأزمة الخليجية أن تصريحات الجبير تعني تراجعاً عن الموقف السعودي المتشدد ضد الدوحة، وأن الرياض تسعى فعلاً إلى إعادة العلاقات مع قطر.
لكن وجهة نظر أخرى تقول إن الرياض وجدت نفسها مجبرة على تليين موقفها من قطر بعد رفض الأخيرة القاطع لأي تنازل أو إذعان للشروط الـ13 التي فرضتها الرياض التي تطالها اتهامات صريحة بدعم الجماعات الإرهابية في سوريا، وقيادة حرب بشعة ضد المدنيين الأبرياء في اليمن.
تعنت الدوحة وإصرارها وإمعان المسؤولين السعوديين في تشويه صورة الرياض أمام المجتمع الدولي دفعا الجبير إلى كتابة تصريح هادئ جداً حول الأزمة الخليجية، أظهر الرياض للمرة الأولى بصورة المنفتح المرحب بالتقارب وإعادة العلاقات مع قطر إلى سابق عهدها.
كذلك، يعتقد المراقبون أنفسهم أن تصريحات الجبير في بروكسل هي ترجمة حقيقية لطبيعة الهزائم التي مُنيت بها السعودية على المستويين الداخلي والخارجي، وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن بينها الأزمة المالية الحادّة التي تعاني منها المملكة، وفشلها في تحقيق أهدافها من شن العدوان على اليمن، وإخفاقها في تحقيق أهدافها في سوريا والعراق من خلال دعمها للجماعات الإرهابية، وهزيمتها الواضحة أمام إيران وحلفائها المنطقة، وفشلها كذلك في تحقيق أهدافها السياسية في لبنان، وغيرها من الهزائم التي لحقت بها طوال السنوات الماضية.