مئات المليارات تنفق على الترفيه بعيداً عن أي خطط اقتصادية لحل معاناة ملايين السعوديين الغارقين في الفقر والبطالة وغلاء المغيشة.
تقرير: إيراهيم العربي
تهتم السلطات السعودية بالصورة العامة للبلد عبر إنفاقها المليارات على مشاريع هامشية، فيما تتناسى معاناة الفرد وأولوياته، في حين يثير الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء الأسعار وارتفاع البطالة، أسئلة حول النية الحقيقية للنظام السعودية وراء الانفتاح الأخير لا سيما موضوع نشاطات “الهيئة العامة الترفيه” الحكومية، ومدى إمكانية أن يتعلّق الأمر بمحاولة لتنفيس ضغط شعبي واضح.
في الوقت الذي كشفت فيه تقارير أن نسبة الفقر تفاقمت لتصل إلى 25 في المئة من إجمال عدد السكان البالغ 20 مليون نسمة، بينما تتزايد معدلات البطالة، حيث يعيش نحو 5 ملايين شخص على أقل من 530 دولاراً شهرياً في السعودية، خصص ولي العهد محمد بن سلمان، بحسب ما قاله رئيس الهيئة، 64 مليار دولار لضخها في مجال الترفيه خلال السنوات العشر المقبلة.
تتوزع تلك المليارات على النشاطات الترفيهية من دون أي خطط اقتصادية للحد من نسبة البطالة المرتفعة ونسبة الفقر. وأظهرت نتائج مسح القوى العاملة للربع الثالث من عام 2017 أن معدل البطالة لإجمال السكان ممن يبلغون 15 سنة فأكثر في السعودية بلغ 5.8 في المئة، فيما بلغ معدل البطالة للسعوديين 12.8 في المئة.
ويتوزع ملايين الفقراء السعوديين في العديد من المناطق، لا سيما التي تقع في الأطراف وتعاني من إهمال على مدار الحكومات المتعاقبة. وبحسب خبراء اجتماعيين، فإن الأطراف المهملة والتي تعاني من أزمات معيشية متفاقمة هي أكثر المناطق التي شهدت مظاهرات واضطرابات، ومنها الطائف والعوامية، التي شهدت مواجهات مسلحة بين الأمن والأهالي خلّفت شهداء وجرحى وتدمير عدد من المنازل والمنشآت.