في سلسلة أوامر ملكية حاول الملك سلمان بن عبدالعزيز تخفيف السخط المتزايد على سياسات نجله محمد بن سلمان داخل قصر الحكم وخارجه، خاصة عقب حملة الاعتقالات التي شنها ولي العهد وزج بمعارضيه من الأمراء داخل المعتقل.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد موجة السخط الداخلية ضد سياسات ولي عهد السعودية محمد بن سلمان على الاعتقالات وبسط نفوذه على مفاصل الحكم وإقصاء أولاد عمومته عن العرش وزج الكثيرين في معتقل “الريتز كارلتون” قبل الافراج عنهم بتسويات مالية، حاول الملك سلمان بن عبدالعزيز إرضاء الأجنحة الساخطة داخل قصر الحكم عبر سلسلة من الأوامر الملكية التي تعد الأولى بعد حملة الاعتقالات، وحملت التغييرات رسائل أساسية على صعيد القيادة العسكرية التي تعود بإمرتها إلى ابن سلمان.
حزمة واحدة أصدر الملك سلمان 38 أمرا ملكيا، انطلقت من تبديلات تتعلق بوزارة الدفاع المنوطة بإمرتها لولي العهد وزير الدفاع ابن سلمان، حيث منحت 6 مناصب لوجوه من أجنحة كان ولي العهد، اتخذ حيالها خطوات إقصائية، اذ تمت إحالة الفريق الأول الركن، عبد الرحمن بن صالح البنيان، إلى التقاعد من رئاسة الأركان، وتعيين الفريق الركن فياض بن حامد الرويلي بدلاً منه، بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول ركن. وكان البنيان قد شارك في عمليات تحالف العدوان على اليمن التي لم تصل إلى نتيجة بعد قرابة الأربع سنوات من انطلاقها. كما تمت إقالة قائد قوات الدفاع الجوي، الفريق الركن محمد بن عوض سحيم، من منصبه، وتعيين اللواء الطيار الركن، تركي بن بندر بن عبد العزيز، بدلاً منه بعد ترقيته إلى رتبة فريق ركن.
ومن قيادة القوات البرية تم إعفاء الفريق الركن، فهد بن تركي بن عبد العزيز، ومنح المنصب للواء الركن، فهد بن عبد الله المطير، بعد ترقيته إلى رتبة فريق ركن، فيما تولى منصب قيادة قوة الصواريخ الاستراتيجية اللواء الركن، جار الله بن محمد العلويي، بعد ترقيته إلى رتبة فريق ركن، وجاءت الترقيات بعد الموافقة على ما سمّي بـ”وثيقة لتطوير وزارة الدفاع”.
الرياض المتخبطة في سياساتها داخلياً وخارجياً، حاول ملكها سلمان لململة الشتات والشرخ الذي أحدثه نجله بحملة الاعتقالات، عبر منح مناصب استرضائية لأبناء أنجال الملك المؤسس وأحفادهم، بعد أن تخطام الملك بتسلم ولاية العهد لنجله الذي شنّ حملة احتجاز عليهم، فتم تعيين بندر بن سلطان بن عبد العزيز أميراً لمنطقة الجوف بمرتبة وزير، وفهد بن بندر بن عبد العزيز مستشاراً للملك بمرتبة وزير، وفيصل بن تركي بن عبد العزيز مستشاراً في الديوان الملكي بمرتبة وزير، وتركي بن طلال بن عبد العزيز نائباً لأمير منطقة عسير بمرتبة وزير، وفيصل بن فهد بن مقرن بن عبد العزيز نائباً لأمير منطقة حائل بالمرتبة الممتازة، وسلطان بن أحمد بن عبد العزيز مستشاراً في الديوان الملكي بالمرتبة الممتازة.
ومن بين التعيينات اللافتة، كان منح نبيه البراهيم عضو بلدية القطيف في المنطقة الشرقية مرتبة عضو في مجلس الشورى، وذلك تكريماً على استهداف أبناء العوامية ورعايته لتدمير “حي المسورة” واجتياحه على مدى 100 يوم العام الماضي.