بعد غياب طويل تسبب به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عاد بندر بن سلطان إلى الظهور علناً، بما قد يعني عودة الرجل الذي يشكل عائقاً جديداً وكبيراً أمام ولي العهد الطامح إلى تولي الحكم.
تقرير: هبة العبدالله
بالتزامن مع حزمة التغييرات التي أجراها الملك سلمان قبل يومين في السياسة والعسكر والاقتصاد بتخطيط من ولي العهد، أطل الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز إلى الواجهة من جديد بحضوره، يوم الثلاثاء 27 فبراير / شباط 2018، إلى “مركز الدراسات والشؤون الإعلامية” في الديوان الملكي في الرياض.
ترسم التغييرات الأخيرة التي فرضتها الأوامر الملكية أطراً سياسية جديدة لسياسة كان قد بدأها ابن سلمان منذ تنصيبه وليا للعهد. لكن عودة ابن سلطان إلى الصورة السياسية والإعلامية في المملكة من جديد قد تتداخل مع الخطوات المتتالية والمتسارعة لابن سلمان، والتي يمهد عبرها الطريق إلى العرش لنفسه.
يحلو للمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني أن يسمي الأمير بندر بـ”أسطورة السياسة”. فالرجل يحمل تاريخاً سياسياً ودبلوماسياً طويلاً، وتُعرف عنه في أوساط القصر الملكية حنكة غير معهودة في المملكة. ولكن علاقة ابن سلمان بابن سلطان هي ما تحدد المغزى من عودة الأخير.
يملك ابن سلطان علاقات واسعة مع كبار الساسة في العالم والشخصيات المتنفذة والمؤثرة على المستوى الدولي، وقد تكون عودته من خارج ترتيبات ابن سلمان بداية شرخ جديد وعميق داخل العائلة الحاكمة، وهو ما يقلق ابن سلمان الذي تتزايد العثرات أمامه قبل تتويجها ملكاً.
عودة ابن سلطان يمكن أن تعني أن المملكة مقبلة على حدث جديد، فلطالما رافقت عودة الرجل في المرات السابقة أحداثاً جديدة على مستوى سياسة المملكة السعودية ودورها، خاصة أن ابن سلطان المعروف بـ”المشاكس” يعرف واشنطن جيداً وغرفها السرية، ولم يكن بعيداً أبداً عن التغيرات الإقليمية التي شهدتها المنطقة منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، خاصة أنه كان سفير بلاده في واشنطن لأكثر من 20 عام، بين عامي 1983 و2005، وبنى هناك علاقات جيدة جداً مع المسؤولين ولا سيما عائلة بوش إذ صار يطلق عليه اسم “بندر بوش”.
في واشنطن، حاك ابن سلطان مع الأميركيين خططاً للمنطقة برمتها، بدءً من دعم تنظيم “القاعدة” والمساهمة في تشكيله في أفغانستان في أواخر سبعينات القرن الماضي، مروراً بتشكيل تنظيم “فتح الإسلام” مع كل من نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومعاونه إليوت أبرامز، وكانت الغاية، حينها، مواجهة إيران وتحجيم دورها في المنطقة، وهو الهدف الأساس للسعودية الآن.