في الوقت الذي بدأت تنكشف فيه أسباب زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى الرياض، وعلاقتها بالإنتخابات النيابية، تخوف اللبنانيون من عودة سيناريو احتجاز الحريري من قبل محمد بن سلمان.
تقرير:ابراهيم العربي
لا حديث يعلو في لبنان على زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري إلى السعودية. فقد أعادت هذه الزيارة إلى الأذهان الجدل الذي صاحب زيارته الماضية للمملكة وما أعقبها من توتر في العلاقات بين البلدين.
وأطلق مغردون هاشتاغ بعنوان #وين_سعد، بعد انقطاع الأخبار عن رئيس الحُكومة اللبنانيّة منذ الجمعة، ناقشوا من خلالها دلالات زيارة الحريري إلى السعودية لتتنوع بذلك تعليقاتهم بين الجد والهزل.
فالمؤيدون للزيارة اعتبروها عودة المياه اللبنانية السعودية لمجاريها الطبيعية، وأشار آخرون إلى أن الحريري عاد هذه المرة للرياض بمكاسب سياسية جديدة مؤكدين أنه لا يزال “رجل السعودية الأساسي” في لبنان.
في المقابل، عبر مغردون عن تخوفهم من تكرار ما سموه بـ”سيناريو الاستقالة الجبرية” بينما استعان آخرون بـ”النكات” والحكم الشعبية لوصف زيارة الحريري.
وكان سعد الحريري نشر عبر حسابه في “تويتر” صورة تجمعه مع ولي العهد محمد بن سلمان وسفير السعودية في الولايات المتحدة خالد بن سلمان .
وأثارت الصورة تفاعلا كبيرا بين المغردين السعوديين واللبنانيين على “تويتر”، حيث اعتبرها البعض رسالة تؤكد عمق العلاقات السعودية اللبنانية، فيما ربط البعض الآخر زيارة الحريري بالانتخابات النيابية المقبلة في لبنان.
وتعد هذه الزيارة الأولى للحريري إلى المملكة بعد تقديمه استقالته من السعودية منذ مطلع نوفمبر الماضي، ليزور فرنسا بعدها قبل العودة إلى لبنان لتولي منصبه مجدداً.
ورأى مراقبون بتوجيه الدعوة إلى الحريري بعد الأزمة الأخيرة في حينها، أن السعوديّة شعرت بفشل خطتها التي أبعدت حليفها عنها نوعاً ما، وترغب باستعادة نُفوذها مرّة أُخرى من خلال دعمه في الانتخابات النيابيّة القادمة، حيث أشار الحريري بالفعل إلى شح المال الذي سيمكنه من الفوز فيها، ويتوقّع أن يعود الحريري بدعم مالي كبير، لكن يُشكّك البعض في مدى فعاليّة ذلك الدعم، فالفوز في الانتخابات النيابيّة، لا يعني قلب موازين القِوى لصالح المملكة، وحُلفائها.