فتاوى “هيئة كبار العلماء” في السعودية تصدر غب الطلب بما يرضي ويلائم سياسة وتوجهات ولي العهد محمد بن سلمان.
تقرير: بتول عبدون
لم تعد “هيئة كبار العلماء” مصدراً مستقلاً لإصدار الفتاوى في المملكة بعيداً عن هوى مؤسسة الحكم.
فبعد صمتها عن إعادة فتح السينما وترحيبها بقرار الملك سلمان بالسماح للمرأة بالقيادة، بعد أن كانت قد أشبعت المنابر بسلسلة فتاوى تؤكد تحريمها، تبرر الهيئة اليوم قرار الحكومة السعودية زيادة الأسعار والتي أثارت جدلاً واسعاً، بين المواطنيين، بأن “الله هو من يرفع الأسعار”.
حاولت الهيئة إسباغ صفة “الربانية” على زيادة الأسعار لإسكات الأصوات المعارضة لسياسة الحكومة. وبحسب مقطع فيديو مصور، فقد زعم الداعية خالد الفليج أن “الله هو الذي يرفع الأسعار، وهو الذي ينزلها سبحانه وتعالى”، مضيفاً: “نقول ذلك لأن الله من أسمائه المسعّر، وهو الذي يسعّر، وإن الله هو الذي يرفع هذه القِيَم وهو الذي يخفضها”.
الأمر لم يتوقف عند الفليج، فقد برر العضو في الهيئة الشيخ عبد الله المطلق الضرائب التي أقرَّتها حكومة المملكة، باعتبارها “جائزة”، معتبراً أن “الحكومة التي تنظم الأمر، وتوظف رجال الأمن والقضاة، وتنشئ الطرقات، وتنظم البلديات وأمور التجارة، وتفتح مستشفيات الصحة، وتعمل هذه الأعمال وتأخذ من الناس ما يُعينها على هذه الخدمات، فهي ليست مكوساً وليست أشياء محرَّمة متى ما استُعملت فيها الخدمات النافعة”، متسائلاً بالقول: “من أين تأتي الدول بالميزانية؟ الآن الدولة في حاجة”.
لم تكتفِ الهيئة بهذا التطبيل لسلطة ولي العهد، بل أيدت الاعتقالات التي طالت أمراء ووزراء ومسؤولين سابقين، معتبرة أن “محاربة الفساد لا تقل عن محاربة الإرهاب”، وأن “الحفاظ على الوطن يتطلب ذلك”، كما أيدت مقاطعة قطر لأن فيه “مصلحة للمسلمين ومنفعة لمستقبل القطريين أنفسهم” بحسب زعمها، مدعية أن هذه القرارات “مبنيَّة على الحكمة والبصيرة، وفيها فائدة للجميع”.