من أجل الترحيب بنفسه، كلفت الحملة الدعائية لمحمد بن سلمان قبل وخلال زيارته الى بريطانيا أكثر من مليون دولار، إضافة الى دفع رشاوى لنواب ودبلوماسيين بريطانيين من أجل تلميع صورته المشوهة بسبب انتهاكاته بحقوق الإنسان وعدوانه على اليمن.
تقرير: حسن عواد
مليون ونصف المليون دولار تقريبا كلفة الحملة الدعائية التي سبقت زيارة محمد بن سلمان الى بريطانيا.
ظهر اسمه كعنوان رئيسي في بعض الصحف البريطانية التي ادعت انه يغير وجه السعودية، وصور في كل أرجاء لندن، وسيارات تحمل لافتات ترحيب بولي العهد، جابت شوارع المدينة على مدى أيام قبل وخلال الزيارة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداها الى دفع رشاوى لسياسيين بريطانيين من أجل مدح بن سلمان وتلميع صورته.
صحيفة “ميرور” البريطانية، أشارت الى النائب عن حزب المحافظين، ليو دوتشرتي، تلقى هدايا بأكثر من 16 ألف جنيه إسترليني من الرياض مقابل تصريحات تشيد بالزائر، ومن بينها ان ولي العهد قوة تدعم الاستقرار في منطقة شديدة الاضطراب. وبحسب الصحيفة فقد طالب رئيس الوزراء تيريزا ماي بتوفير الضمانات بأن بريطانيا ستقف الى جانب بن سلمان في جهوده لجلب الحداثة والتطوير والإصلاح.
واعتبرت صحيفة “ذا تايمز” أن المسؤولين البريطانيين يرون في تحسين صورة السعودية أولوية لهم، طالما أنهم يستفيدون ماديا.
أما الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، فقد شدد على ان الترحيب المبالغ فيه، من قبل المسؤولين، يعد لعبا بالنار. وفي مقال بموقع “ميدل إيست آي”، اعتبر أن ما جرى خلال الزيارة التي استمرت ثلاثة ايام، هو لمحة عما ستكون عليه بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
لكن من المؤكد ان الحملة الدعائية هذه لم تستطع حجب التظاهرات المنددة بالزيارة، واللافتات التي رفعت والأصوات التي صدحت للمطالبة بوقف العدوان والمجازر التي ترتكبها السعودية في اليمن.