نبأ نت _ حشدت الإمارات شبكة قوية من صناع السياسات ومراكز التفكير والخبراء ووسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، والتي تحاكي بعدة طرق رسائل اللوبي الإسرائيلي، ما يشي عن اتساع رقعة التعامل والتعاون مع لوبي تل أبيب للتأثير على صنّاع القرار في واشنطن.
قد تكون الإمارات قد تطورت لتصبح أكثر المؤثرين نفوذاً على سياسة واشنطن بشأن الشرق الأوسط، على قدم المساواة مع لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية “آيباك”، يقول المستشار الخاص الأميركي روبرت مولر، حيث تلفت أنشطة أبو ظبي الأنظار إلى دورها على اللأراضي الأميركية بالتزامن مع نقاش واسع حول مؤتمر 2018 “آيباك”.
ظهرت الاستراتيجية الإماراتية لشراء النفوذ في واشنطن منذ عام 2008، بعد كارثة موانئ دبي العالمية، عندما اعترض صانعو السياسة الأميركيون على الاستحواذ على الموانئ الأميركية الرئيسية من قبل شركة مقرها في الإمارات. ورداً على ذلك، حرصت أبو ظبي على إخراج نفسها من الصورة السلبية إلى حد كبير بالترويج لأنها “مجرد بلد آخر في الشرق الأوسط”.
وبعد تعيين يوسف العتيبة سفيراً جديداً لأبوظبي في الولايات المتحدة، في مهمة لإنشاء سرد جديد عن الإمارات كشريك “متسامح” في الشرق الأوسط، ويشارك الولايات المتحدة مخاوفها، يؤكد موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني أنه لا ينبغي أن تكون حقيقة تردد هذا السرد في الآونة الأخيرة من قبل المتحدثين في “آيباك” مفاجأة، فقد استثمر العتيبة باستمرار في نخبة الخبرة الفكرية وصانعي السياسات أنفسهم من المحافظين الجدد.
ويلفت تقرير “ميدل ايست آي” النظر إلى أنه تم استثمار عشرات الملايين من الدولارات من قبل الإمارات لشراء النفوذ في مراكز الفكر المحافظ، لتكتمل دائرة البنية التحتية للتواصل الإماراتي في قلب السلطة الأميركية التي تفاعلت تأثيراته أكثر مع الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي استغلتها أبوظبي لبناء العلاقات عبر صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنير.
يخلص “ميدل إيست أي” إلى القول إن الإمارات تمكنت من إنشاء آلة الضغط الخاصة بها غير الرسمية والتي، خلافا لـ”آيباك”، تستخدم وسائل الجيل الخامس من حرب المعلومات، ليس لتعديل تصورات صانعي السياسة في الولايات المتحدة فقط، بل للتحكم الكامل في اتجاه السياسة الأميركية اتجاه الشرق الأوسط.