نبأ نت – شيّعت بلدة البحاري في محافظة القطيف الشهيد الحاج علي جاسم النزغة، الذي قضى تحت وطأة التعذيب والإهمال الصحي الذي تعرض له في زنازين مباحث الدمام سيئة السمعة، بعد قرابة 5 أشهر على اعتقاله، وقد اشترطت السلطات على ذويه عدم التصوير أو الإفصاح عن أية معلومات بخصوصه بسبب آثار التعذيب والتنكيل الواضح على جثمانه.
الحاج الشهيد علي جاسم النزغة (61 عاماً) أب لـ7 أولاد، اعتقلته القوات الأمنية في 6 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، أثناء مروره بالتزامن مع حصول حادثة أمنية في البحاري قتل على إثرها شرطي مرور، وبعد اعتقاله عمدت السلطة إلى سحب الكاميرات التي وثّقت الحادثة.
يوم الأحد 11 مارس / آذار 2018، ارتقى الشهيد النزغة بعد معاناة من ورم خبيث في رئتيه، كان يحتاج إلى علاج ورعاية صحية بشكل متواصل، إلا أن قوات المباحث وضعته في زنزانة انفرادية على مدى أشهر بدلاً من غرفة العناية في المستشفى، التي زارها لمرات قليلة ولم يتلق هناك العلاج اللازم، خاصة أن مرضه ترافق مع تعذيب من قبل فرق المباحث التي تناوبت على التنكيل بجسده أثناء التحقيقات وتلفيق الافتراءات.
على مدى 5 أشهر، عانى الشهيد عذابات المعتقل، ولم يتم عرضه على محكمة، وبقيت سياط التعذيب تنهال على جسده حتى آخر لحظة، وكشف مصدر أهلي لموقع “مرآة الجزيرة” الإلكتروني عن أن الزيارة الأخيرة التي سمح لذويه بلقائه كان على سرير المستشفى في غرفة محكمة الإغلاق لا يدخلها الهواء، وهو فصل من تنكيل السلطات بالشهيد حتى في آخر لحظاته.
ولئن أصرّت السلطات على منع العائلة من الكشف عن أي تفصيل يتعلق بجسد الشهيد، تؤكد مصادر حقوقية أن الشروط تعتبر دليلاً واضحاً على خشية السلطات من توثيق آثار التعذيب وظهور حجم الكدمات والتشويه على جسده، حيث استعملت أسلوباً معتاداً في تسليمها لجثامين الشهداء الذين يقضون نحبهم بسبب حجم التنكيل والتعذيب الواقع عليهم داخل غرف التحقيقات وزنازين المعتقلات.
ويأتي استشهاد النزغة بعد أقل من شهرين على ارتقاء الشاب حبيب الشويخات إثر تعرضه للتعذيب في المعتقل، فيما لم يهدأ بعد حال عائلات وأهالي الشهداء الذين تشهد أجسادهم على ما يجري خلف القضبان بآلة الموت السعودية، بينهم الشهيد جابر العقيلي والشهيد محمد رضى الحساوي، والشهيد مكي العريض، وقد أظهرت الكدمات على أجسادهم هول وحجم التنكيل الذي وقع عليهم.