الولايات المتحدة / نبأ – تطرقت صحيفة “نيويورك تايمز”، يوم الإثنين 12 مارس / آذار 2018، إلى مقتل الضابط في الجيشِ السعودي علي القحطاني الذي اُعتقل في إطارِ الحملة المزعومة لمكافحة الفساد، والتي اعتقل خلالها عشرات الأمراء والمسؤولين في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض.
ونقلت الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، عن أحد الأشخاصِ الذين شاهدوا جثة القحطاني قوله إنّ “رقبته كانت ملتوية بشكل غيرِ طبيعي كما لو أنها كسرت، وكانت الكدمات والجروح منتشرة في أنحاء جسده، بينما غطَّت جلده آثار التعذيب”.
وطبقاً لشهادة أحد الأطباء وشهادة شخصينِ آخرينِ اطَّلعا على حالة جثة القحطاني، فقد كانت على جسده آثار حروق يبدو أنها نجمت عن الصّعقِ بالكهرباء.
وقالت الصحيفة إنها وجهت أسئلة حول قضية الجنرال القحطاني إلى السفارة السعودية في واشنطن، فما كان من أحد موظفي السفارة إلا أن أجاب الصحيفة على استفساراتها بما يلي: “كل الادعاءات بأن أولئك الذين جرى التحقيق معهم أثناء إجراءات مكافحة الفساد تعرضوا لمعاملة سيئة وللتعذيب هي ادعاءات عارية تماماً عن الصحة”.
وزعم ذلك المسؤول أن المعتقلين أتيحت لهم الحرية في التواصل مع محاميهم ووُفرت لهم الرعاية الطبية، وفق تقرير الصحيفة الذي نشره بالعربية موقع “عربي 21” الإلكتروني.
والقحطاني ضابط في الحرس الوطني السعودي يعتقد أنه في الستين من العمر، ولم يكن هو بذاته ثرياً، ما يثير الشكوك حول السبب في استهدافه ضمن الحملة على الفساد، وفقاً للصحيفة، إلا أن يكون السبب وراء ذلك أنه كان من كبار مساعدي الأمير تركي بن عبد الله، نجل الملك الراحل عبد الله والحاكم السابق لمنطقة الرياض. وتقول الصحيفة إن استهداف القحطاني “ربما كان الغرض منه الضغط عليه للإفصاح عن معلومات تتعلق برئيسه الأمير تركي”، مذكرة بأن أفراد عائلة الملك عبد الله “بات يُنظر إليهم على أنهم خصوم لولي العهد محمد بن سلمان ولوالده الملك سلمان”.
وتكشف الصحيفة النقاب عن أن الجنرال القحطاني نقل في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 إلى أحد المستشفيات الخاصة قريباً من الفندق لإجراء تصوير إشعاعي وعلاجات أخرى، وحينها تم اكتشاف آثار الضرب والتعذيب الذي تعرض له بحسب ما صرح به أحد الأطباء الذين اطلعوا على حالته.
فيما بعد، حسب ما جاء في تقرير “نيويورك تايمز”، أعيد القحطاني إلى الفندق لمزيد من الاستجواب، ثم ما لبث أن أعلن عن وفاته في إحدى المستشفيات العسكرية.
وتشير الصحيفة إلى أن السلطات في المملكة لم يصدر عنها حتى الآن ما يشرح ملابسات وفاة الجنرال، بينما التزم أفراد عائلته وكذلك أفراد عائلة الملك الراحل عبد الله الصمت خشية ما يمكن أن يحيق بهم من إجراءات عقابية أو انتقامية إذا ما تحدثوا علانية عن ظروف وفاته، وهذا ما أكده عدد من الأشخاص الذين تحدثوا إليهم.