كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عمّا يتعرَّض له معتقلو الريتز المفرَج عنهم، حيث لايزالون قيد المراقبة والملاحقة، وهم وعائلاتُهم قيدَ الاقامة الجبرية.
تقرير: سناء ابراهيم
يتحضر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاستكمال جولته الخارجية، والتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية، كمحطة هامة في تمتين العلاقات الثنائية. وفيما يخيّم ملف انتهاكات ابن سلمان لحقوق الإنسان على مناخ اللقاءات والعلاقات، وتوضع مصداقية الدول الغربية في احترام حقوق الإنسان على المحك، تتكشف تفاصيل جديدة عن اعتقالات الرياض لرجال الأعمال والأمراء الذ ين زجوا خلف القضبان بمزاعم فساد، ويبدو أن خروجهم من “الريتز كارلتون” لم يكن سوى شكليات.
استخدمت السلطات السعودية القهر والإهانات للاستيلاء على مليارات الدولارات من رجال الأعمال الذين اعتقلوا في فندق الريتز كارلتون قبل أشهر عدة، وبعد خروجهم ودفعهم ثرواتهم، بقيت حريتهم مقيّدة، ويلبسون قيودا في كواحلهم لتعقُّب تحركاتهم، وفق ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، ونقلت عن شهود عيان، أن بعض المعتقلين يعتقدون أنَّ الأساور تنقل محادثاتهم أيضاً، حيث يغطّي البعض هذه الأساور بالوسائد أو يُشغِّلون موسيقى صاخبة لمنع التنصُّت المحتمل.
تقول “نيويورك تايمز”، إن الأمراء الذين كانوا يقودون الجيش ويظهرون على صفحات المجلات الرائدة، أصبحوا مراقبين بحراس، وأصبحت العائلات -التي طالما سافرت على طائرات خاصة- غير قادرة على الوصول إلى حساباتها البنكية، بل إن بعض الزوجات والأولاد منعوا من السفر.
تعرض كثير المعتقلين للإكراه والإيذاء الجسدي، وكشفت الآثار الموجودة على جثة اللواء علي القحطاني الذي قتل بالمعتقل تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة بهدف الحصول على معلومات عن تركي بن عبدالعزيز، تشير الصحيفة، التي انتقدت تركيز اسلطات على ادعاءات الاصلاح المزعوم في البلاد، مع اقتراب زيارة ابن سلمان إلى واشنطن.
وعلى الرغم من مزاعم المسؤولين في السلطة بنفي اتهامات التعذيب وسوء المعاملة، فإن مقابلات مكثفة مع مسؤولين سعوديين وأعضاء من الأسرة الحاكمة وأقارب لرجال الأعمال ومستشارين ومقربين، كشفت حملة أكثر قتامة وأكثر إجبارا لانتزاع اعترافات،و تضمنت تعذيبا بدنيا، وأدت كلها في النهاية إلى تحويل مليارات الدولارات من الحيازات الخاصة إلى قبضة ولي العهد.
تخلص الصحيفة الأميركية، إلى أن الحملة المزعومة لابن سلمان كان أساسها “مشاحنة عائلية”، من ابن سلمان للضغط على أولاد الملك عبد الله للتنازل عن مليارات الدولارات التي يعتبرونها إرثا لهم، وذلك طبقا لثلاثة شهود من عائلة الملك عبد الله.