بعدَ بسط نفوذه على مفاصل الحكم وتكميم أفواه المعارضين، محمد بن سلمان يُسيطر على شركات الوليد بن طلال والوليد الإبراهيم.
تقرير: سناء إبراهيم
تتسع رقعة سيطرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ببسط نفوذه على كبرى الشركات الخاصة، حتى وصل إلى الشؤون اليومية لبعضٍ من أكبر الشركات، وأوقف بث مسلسلاتٍ شعبية شهيرة وعطَّل بناء أطول مبنى في العالم.
وقال مستشارون سعوديون بارزون، إنَّ ابن سلمان يبرهن بسرعةٍ على نفوذه على مصالح قطاع الأعمال السعودي بعد اعتقال العشرات من كبار رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وأفراد الأسرة المالكة في العام الماضي.
وسيطرت السلطة بهدوء على “مجموعة بن لادن” السعودية، التي تُعَد أكبر شركة للإنشاءات في البلاد، ومجموعة MBC التي تعد أكبر شركة إعلامية خاصة في الشرق الأوسط، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
تبين الصحيفة أن ابن سلمان يستخدم سلطة الفيتو على القرارات الاستثمارية التي يتخذها الأمير الوليد بن طلال، الذي يُعَد أنجح شخصيةٍ في قطاع الأعمال. وعلى الرغم من بقاء الوليد وفريقه في موقع المسؤولية في شركة المملكة القابضة التي يمتلكها، لكنَّ الحكومة برهنت على نفوذها الجديد خلال الشهر الماضي حين أمرت بعض المديرين البارزين في شركته بترك مشروعه الجديد المتمثل في برج جدة، الذي من المنتظر أن يكون أطول مبنى في العالم بارتفاعٍ يزيد على 3000 قدم.
ولعل إدخال شركة MBC فجأةً في لعبة الصراعات السياسية التركية السعودية ومنعها بث مسلسلاتٍ تركية ذات شعبيةٍ واسعة، كان الإفصاح الأكبر على تدخل ابن سلمان وبسط نفوذه على الشركة، وقالت مصادر مُطلعة إنَّ الحكومة السعودية أبلغت شركة MBC بوقف بث هذه المسلسلات بناءً على أوامر ولي العهد.
الخبيرة السياسية الاقتصادية في معهد دول الخليج العربية المستقل في واشنطن، كارين يونغ، قالت إنَّ ابن سلمان عزَّز نفوذه على قطاع الشركات السعودية بهدوء لتجنُّب تنفير الشركات الغربية والمستثمرين الغربيين القلقين حيال سيادة القانون، مشيرة إلى أن الحكومة تفرض حظراً صارماً على تداول المعلومات لتصوير العملية على أنَّها شرعية وقانونية، والحفاظ على قيمة هذه الشركات.