بالتوازي مع تقدم الجيش السوري في الغوطة الشرقية، موسكو تكشف عن تحضيراتٍ أميركية لضرب دمشق. والاركان الروسية تؤكد انها ستواجه أي ضربة عسكرية أميركية.
تقرير: محمد البدري
فيما يواصل الجيش السوري، تحريره للمناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق، تنبري الولايات المتحدة مقدمةً نفسها، الحامي والضامن لوجود المجموعات الإرهابية، والتي بدأت تفقد سيطرتها على معظم مدن الغوطة الشرقية.
كلما ازدادت المساحة المحررة في سوريا، تصاعدت لهجة التهديدات الأميركية، بتوجيه ضربة عسكرية ضد دمشق.
مع اكتمال تحرير أكثر من 70 بالمئة من المساحة التي احتلها المسلحون سابقاً، أعلنت رئاسة الأركان الروسية انه توجد مؤشرات عن سعي الولايات المتحدة لتوجيه ضربات ضد سوريا. رئيس الإدارة العامة للعمليات في الأركان الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، الى وجود مؤشرات على الإعداد لضربات محتملة، مضيفاً انه أنشئت مجموعات ضاربة لقطع بحرية مزوّدة بصواريخ مجنحة “كروز” في شرق الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج والبحر الأحمر.
الأركان الروسية، كشفت أيضاً عن وجود متخصصين أميركيين دربوا جماعات مسلحة في منطقة التنف السورية، على استخدام الأسلحة الكيميائية. لتكتمل بذلك عناصر المسرحية. هجومٌ كيميائي، يتبعه هجومٌ أميركي، والفاعل نفسه، في كِلا الهجومين.
تشعرُ واشنطن أنها بدأت تفقد زمام المبادرة في الميدان السوري. الجيش السوري أفشل مؤخراً المشروع الأميركي، الهادف الى وصل الغوطة الشرقية جغرافياً ولوجستياً بمنطقة التنف، حيث الوجود الأميركي.
إحتلت الأسلحة الكيميائية العناوين الرئيسيّة للصحف الأوروبيّة والأمريكيّة، في الفترة الماضية، ولم تنحصر بمزاعم استخدامها في الغوطة، بل أيضاً مُحاولة اغتيال الجاسوس الروسي وابنته في بريطانيا، واتّهام روسيا بالوُقوف خلفها. سيناريوهات تمهّد للضربة الأميركية، مع اقتراب الجيش السوري من تأمين العاصمة دمشق.
رسائل تلقفتها موسكو سريعاً، ووضعتها في خانة التهديد الموجه ضد نفوذها بالدرجة الأولى. وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إعتبر أن وجود القوات الاميركية في سوريا غير شرعي، واصفاً التهديدات الأميركية بـ”غير المسؤولة”. تصريحات الدبلوماسية الروسية، تتقاطع مع العسكرية منها إذ أعلنت الأركان الروسية بأنها ستواجه أيّ ضربة عسكرية أميركية هدفها إضعاف النفوذ والمصالح الروسية في سوريا، أو تهديد القوات الروسية العاملة هناك. مواقفٌ روسية حاسمة، يرى مراقبون أنها ستُخرج التهديدات الأميركية من دائرة التأثير على سير عمليات الجيش السوري.