اعترف ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بمشاركته في القرار الأميركي بشأن اعلان القدس، ويؤكد أنه اجتمع بكوشنير قبل إصدار ترامب قراره.
تقرير: محمد البدري
إعترافٌ مباشرٌ بالمشاركة بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن القدس. ولي العهد، محمد بن سلمان، ضبط متلبساً بذلك، بتأكيده أنه بالفعل التقى، جاريد كوشنر، صهر ومستشار ترامب، وجرت مباحثات بينهما، قبل اتخاذ الأخير قراره بنقل السفارة الى القدس المحتلة.
إبن سلمان وفي مقابلةٍ مع قناة “سي بي إس” الأميركية، ستبث الأحد أي قبل يومين من لقائه المرتق مع ترامب، أكد أنه ناقش ما وصفه بـ”ملف السلام” في الشرق الأوسط مع كوشنر. وهو الملف الذي كانت أولى تجلياته، الإعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لكيان الإحتلال.
ومتذرعاً بالواجب السعودي، في تحسين العلاقات مع الحلفاء، تهرب إبن سلمان، من الإجابة على سؤال حول ما إذا كان قرار ترامب بنقل السفارة يساعد أم يضر بعملية السلام. وقال إبن سلمان، إن تركيزه ينصب على الجهود التي تعزز السلام، لا على أي شيء قد يخلق التوتر، حسب تعبيره.
إعترافات إبن سلمان تلك، تأتي إثباتاً للتصرفات السعودية المتماهية بشكلٍ كبيرٍ مع القرار الأميركي فور صدوره في ديسمبر الماضي. ولي العهد أصدر أصدر أوامره حينها بعدم التركيز على قضية القدس ومحاولة التشويش عليها بمواضيع أخرى. وتضمنت تعليمات إبن سلمان تركيز الهجوم على الجمهورية الإسلامية بهدف تحويل الأنظار عن تآمر المملكة على القضية الفلسطينية.
وفيما لم يعطِ الإعلام السعودي اهتماماً بقرار ترامب، فإن مستوى الشجب من قبل الرياض جاء بعيداً عن مستوى وأهمية القضية. الديوان الملكي اكتفى حينها ببيانٍ لم يوجه فيه أي إدانة للخطوة الأميركية.
التطبيع السعودي-الإسرائيلي، والذي بدأ يأخذ اتجاهه العلني، يشكل النتيجة الحتمية في التقاعس السعودي الذي وصل الى حد المشاركة في تسوية القضية الفلسطينية.
الرياض تمشي فوقَ جمر التطبيع مع كيان الإحتلال، واضعةً تسوية القضية الفلسطينية كمقدمة للتحالف العلني.
المشاركة في قرار ترامب، والتمهيد لفرضه وتمريره، هو اللعب على حافة الهاوية، في الوقت الذي بدأت معالم فشل التسوية تظهر بتأجيل ترامب الإعلان عن صفقة القرن لعامين مقبلين، وفق ما كشفه موقع “ديبكا” الإستخباراتي الإسرائيلي مؤخراً.