كشف تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن أهداف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من زيارته إلى واشنطن، وجلب الاستثمارات وتطبيق طموحاته التي لا تترجم على أرض الواقع.
تقرير: سناء ابراهيم
لم تكن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن خالية الوفاض، فقد ألقى ابن سلمان بثقله ومستقبله وراء إقناع الإدارة الأميركية بمستقبل “رؤية 2030” التي يريدها للسعودية، وخطة الإصلاح الاقتصادي، وتحويل الاقتصاد والمجتمع السعوديين، وهي الخطط التي تجد صعوبة في ترجمتها إلى واقع عملي، خاصة مع عدم اليقين المستمر بشأن بيع 5 في المئة من شركة النفط السعودية “أرامكو”، بعد أكثر من عامين من الإعلان عن الخطة، كدليل على مدى طموحاته على الصعيد الاقتصادي.
وأشارت مجلة “فورين بوليسي”، في تقرير، إلى أن ما يقوم به ابن سلمان “يعرب عن الاضطراب الذي يعيشه، من خلال القرارات التي يتخذها والانقلاب الذي احدثه في بلاده، خاصة بعد الاطاحة بابن عمه محمد بن نايف، ومن ثم استتبع الخطوات بحملات الاعتقالات التي استهدفت رجال أعمال وامراء، ما أحدث تخوفاً لدى المستثمرين الغربيين من التوجه نحو السعودية”.
يشير التقرير إلى “برنامج التحول الوطني” لعام 2020، الذي كان يقصد منه العمل جنباً إلى جنب مع “رؤية 2030″، قد تم تجديده بشكل كبير لجعله أكثر تركيزاً، وقد تأجلت محاولات تنفيذ إصلاحات حساسة سياسياً، مثل تقليص العلاوات والدعم، وانعكس ذلك في صورة قلق عام، ما يوحي بأن ولي العهد لم يقم بعد بتكوين ما يكفي من رأس المال السياسي لدفعه.
زيارة ابن سلمان لواشنطن متعددة الأهداف، حيث سيسعى إلى طمأنة المستثمرين المحتملين حول الشفافية في ما يخص حملة التطهير التي شنها خلال نوفمبر / تشرين الثاني 2018، إذ سيكون هؤلاء المستثمرون حذرين بشكل خاص حول ضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد السعودي، بعد تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخراً عن سوء المعاملة والاستيلاء القسري على أصول المعتقلين.
ومع انشغال البيت الأبيض بالتطورات الداخلية، وانشغال ابن سلمان بإظهار عوائد سياساته الإقليمية، تأتي زيارة “الملك المنتظر” على خلفية التوترات التي قد تطغى على العلاقات الأميركية السعودية لبعض الوقت فيما هو قادم، وهو ما يلفت التقرير إليه الانتباه، في إشارة إلى التوترات داخل البيت الأبيض بعد إقالة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيرلسون، بتأثير من ابن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.