الولايات المتحدة / رويترز / نبأ – قالت “اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية“، وهي هيئة رقابية حكومية، إن السعودية “لم تحرز تقدماً يذكر في حذف المناهج الدراسية التي تحض على العنف والكراهية اتجاه الأقليات الدينية وغيرها”، داعية الرياض إلى “معالجة هذه القضية بجدية أكبر”.
وقالت اللجنة التي أجرت دراسة جديدة لمجموعة منتقاة من الكتب المدرسية في السعودية، في بيان، إنها قارنت 12 كتاباً دينياً كانت ضمن المنهج الدراسي في المدارس الثانوية في العام الدراسي 2017-2018 مع نسخ من الفترة بين عامي 2012 و2014، ووجدت أن الكتب الحالية “لا تحتوي فقط على عدد من الفقرات المتعصبة والتحريضية، بل تحتوي كذلك على عدة فقرات يعتقد على وجه الخصوص أنها حذفت من كتب سابقة”.
وذكرت اللجنة أن من أمثلة المحتويات المتعصبة فقرات تمجد “الجهاد” باعتباره “قتالاً ضد غير المسلمين” وتنص على “قتل المرتدين أو كل من يهزأ بالذات الإلهية أو النبي محمد”، وتحط من قدر غير المسلمين وتحذر المسلمين من مصاحبتهم.
وبحسب اللجنة، فإن “مثل هذه الفقرات تظهر عدم إحراز تقدم يذكر على مدى الـ15 سنة الماضية في إصلاح الكتب المدرسية في المملكة، التي أطلق فيها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز عملية إصلاح للمدارس والجامعات الحكومية خلال 2005، في إطار إصلاحات تهدف إلى تقليص نفوذ رجال الدين وبناء دولة حديثة وتوفير فرص عمل”.
وقال رئيس اللجنة، دانييل مارك: “إن اللجنة تحث الكونجرس والإدارة (الأميركية) على إعطاء أولوية لإصلاح الكتب الدراسية في إطار تعاونها مع الحكومة السعودية، خصوصاً في ضوء تقدم الحكومة في مجالات أخرى للإصلاح”.
وتتماشى مراجعة اللجنة مع تقرير أصدرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” في عام 2017 قالت فيه إن مراجعة للكتب الدينية الصادرة من وزارة التعليم السعودية للعام الدراسي 2016-2017 “كشفت عن أن المناهج الدراسية تحض على التعصب”.
وتخالف نتائج دراسة اللجنة اتهامات ولي العهد السعودي بن سلمان لـ”الإخوان المسلمين”، واتهامه لهم، في مقابلة مع قناة “سي بي اس” التلفزيونية الأميركية، يوم 19 مارس / آذار 2018، بانهم غزوا مدارس السعودية بفكرهم “المتشدد”، قائلاً: “سيتم القضاء عليها (جماعة “الإخوان المسلمين”)، ولن تقبل أي دولة في العالم بأن يكون هناك جماعة متطرفة مسيطرة على النظام التعليمي على المستويات كافة”.
وفي الأسبوع الماضي، قال وزير التعليم السعودي أحمد بن محمد العيسى إن الوزارة تعمل على “محاربة الفكر المتطرف من خلال إعادة صياغة المناهج الدراسية وتطوير الكتب المدرسية وضمان خلوها من منهج جماعة الإخوان المحظورة”.