تحت وطأة الاستهداف اليمني للعاصمة السعودية الرياض، تكلم ولي العهد محمد بن سلمان عن حلّ سياسي لحرب اليمن التي وصفتها الأمم المتحدة تصفها بـ”الغبية”.
محمد البدري
“نسعى إلى حلٍ سياسي في اليمن”، هذا ما توصل إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في أول تصريحٍ له بعد استهداف القوة الصاروخية اليمنية للعاصمة الرياض.
من “اجتثاث الحوثي” كما عبّر في وقتٍ سابق انتهاءً بحل سياسي، يبدو التغيير الجذري في الموقف السعودي واضحاً. فقد اعتبر ابن سلمان، في تصريح لصحيفة “نيويورك تايمز” خلال زيارته للولايات المتحدة، أن “التحالف” بقيادة السعودية يسعى إلى “إنهاء الحرب في اليمن عبر عملية سياسية”، زاعماً في الوقت ذاته أن الصواريخ اليمنية “محاولة أخيرة بائسة لا تعبر إلا عن ضعفهم”، في إشارة إلى حركة “أنصار الله” اليمنية.
وصف ابن سلمان للصواريخ اليمنية بأنها “محاولة أخيرة”، ومن ثم القول بأنه يسعى إلى حلّ سياسي، يطرح الكثير من التساؤلات إذا ما تم ربط هذا التصريح بأهداف العدوان على اليمن، إذ أن العملية السياسية لا بد أن تشمل “أنصار الله”، الطرف المقابل للعدوان وحلفائه في اليمن، طبقاً لأي حلٍّ من المفترض أن يؤثر على مجرى الأحداث في اليمن.
كلام ابن سلمان عن الحل السياسي تقاطع مع كلام مماثل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي حض ولي العهد السعودي على العمل لإنهاء النزاع في اليمن عبر حل سياسي.
ذهب غوتيرش بعيداً بوصفه الحرب في اليمن بأنها بـ”حرب غبية” تضر بمصالح الدول المنخرطة فيه، وهي رسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى السعودية، لا سيما وأن كلام غوتيرش جاء بعد تسليم إبن سلمان له شيكا بـ930 مليون دولار من السعودية والإمارات لتمويل برنامج مساعدات الأمم المتحدة في اليمن، فكان ردّ غوتيرش بإنه “لا يوجد حل إنساني للمشاكل الإنسانية إلا بعد إنهاء المعاناة في اليمن”.
في مراجعةٍ للمواقف السعودية منذ بدء العدوان على اليمن وحتى إلى اليوم، فإن الحل السياسي الذي يتكلم عنه ابن سلمان يأتي بعد الفشل السعودي في تحقيق أهداف العدوان. وكما هو معلوم فإن الحل في السياسة تفرضه الوقائع الميدانية التي نقلتها “أنصار الله” من الجبهة الداخلية اليمنية إلى الجبهة الداخلية السعودية.