يتجاوز مفهوم الترفيه الذي يقدمه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حدود الانحلال الأخلاقي والتفلت من الضوابط الدينية في بلاد الحرمين، بانتشار حفلات الرقص المختلط وشرب الكحول، وهي محرمات يكاد يتحول تكرارها إلى مشهد طبيعي ومرغوب في المملكة.
هبة العبد الله
سعودية جديدة يريدها ولي العهد محمد بن سلمان يخرجها فيها من عباءة الاسلام ويلبسها ثوب العلمانية، في تجديد وتغيير تخسر فيه المملكة ضوابطها الشرعية.
ففي تطور جديدة نحو الدولة العلمانية التي يريدها الأمير الشاب، تداول مواطنون على موقع “تويتر” مقطع فيديو لحفل مختلط بين الرجال والنساء في السعودية.
تظهر في الفيديو المتداول نساء سعوديات محجبات وهن يتراقصن مع الرجال في قاعات أحد الفنادق. وبين الراقصات سيدة منقبة يظهر بوضوح أنها تراقص أحد الرجال في حين يظهر في الفيديو أيضاً المشروبات الكحولية المقدمة في الحفل المختلط.
وبين كل الأزمات التي تعيشها السعودية في الداخل والخارج، من علاقاتها التي تحيكها سراً مع تل أبيب إلى حربها غير المجدية في اليمن، إلى ما يتحدث عليه المواطنون من فقر وبطالة وأزمات سكن وضعف في مشاريع الاستثمار والبنية التحتية في السعودية، قرر ولي العهد أن يسير بالمملكة إلى طريق “النهضة” عبر الانحطاط والانحلال الأخلاقي والتخلي عن النهج المحافظ لبلاد الحرمين، الذي طالما سارت عليه المملكة لعقود طويلة.
يقود ابن سلمان مشروعاً مزدوجاً، فهو يهدف أولا إلى الحد من نشاط التيار الديني. وكانت الأولى الخطوات في ذلك الاتجاه قرار مجلس الوزراء في أبريل / نيسان 2016 بالحد من صلاحيات “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” وإعادة تنظيمها بما يمنعها من مطاردة الأشخاص أو إيقافهم أو متابعتهم، واعتبار هذه النشاطات من اختصاص الشرطة.
أما هدف ابن سلمان التالي فهو دفع المجتمع السعودي المأزوم اقتصادياً ومالياً إلى التطبع بما هو غريب عنه تحت مسمى الإصلاحات، ودفعه نحو مزيد من التغريب لنيل رضا الغرب وتلميع صورته أمام الصحافة الأجنبية، وتقديمه على أنه رجل الإصلاحات والتجديد المؤهل لحكم المملكة.