أخبار عاجلة
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدلي بصوته في مركز انتخابيّ في مصر الجديدة، في القاهرة

السيسي في الانتخابات: تهديدات ورشى وبلطجة

بريطانيا / نبأ – نشرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية تقريراً لمراسلتها بيل ترو التي تمّ ترحيلها من القاهرة، أكدت فيه أن اليوم الأخير من التصويت في الانتخابات المصرية، شابه اتهامات بـ”استخدام السلطات أسلوب التهديد على نطاق واسع وعرْض الرشى”، في محاولة لتعزيز نسبة المشاركة.

واعتبرت ترو، في تقريرها، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يحتاج إلى “مشاركة كبيرة لتعزيز مصداقية فوزه المحتوم” في الاقتراع الذي يرى الكثيرون أنه “مزوّر بشكل كبير”.

وبيّنت أن “التصويت كان إجباراً، إذ يؤدي عدم القيام بذلك إلى دفع غرامة تبلغ نحو 20 جنيهاً استرلينياً”، وأنه على الرغم من “ادعاء الهيئة الوطنية للانتخابات” بأن المشاركة كانت “كثيفة”، فإن العديد من مراكز الاقتراع “بدت مهجورة إلى حد كبير”، مشيرة إلى أنه في الأسبوع الماضي حثّ السيسي جميع المصريين على التصويت، قائلًا إن “العالم بأسره” يحتاج إلى رؤيتهم في الشوارع.

وتابعت المراسلة قولها إنه في محافظات جنوبية عدة، منها أسيوط وسوهاج والمنيا، قال شهود عيان إن الشرطة كانت تطرق الأبواب لحث الناس على الخروج إلى مراكز الاقتراع.

وفي الدقهلية، في دلتا النيل، قال عامل في مستشفى حكومي إن الإدارة استخدمت سيارات إسعاف لنقل الأشخاص إلى مراكز الاقتراع. وفي أماكن أخرى، وبّخ مسؤولو وزارة الصحة الموظفين الذين لم يظهر حبرٌ على أصابعهم كدليل على تصويتهم. ونقلت المراسلة عن إحدى السيدات قولها: “يقولون إن أسماء هؤلاء سترسَل إلى الوزارة، وسيتم نقلهم إلى مستشفيات بعيدة عن قراهم”.

وأشارت ترو إلى روايات واسعة النطاق عن محافظين ورجال دين وأعمال، مرتبطين بالحكومة، أجبروا العاملين لديهم على التصويت من خلال المكافآت أو التهديد، مشيرة إلى منح نقدية تبلغ حوالي 5 جنيهات استرلينية لأولئك الذين يتجهون إلى التصويت، وكذا تقديم وجبات الطعام في بعض المناطق الأكثر فقرا.

ونقلت ترو عن مسؤول كبير في اتحاد البائعين الجائلين في القاهرة قوله، إنهم طلبوا من الباعة التصويت لتجنب حملات الشرطة عليهم ومصادرة البضائع.

وأضافت أنه في محافظة القليوبية، أصدر رجال دين في الأزهر تعليمات لرؤساء الأقسام لمرافقة الطلاب والموظفين إلى صناديق الاقتراع “ومراقبتهم”.

ونقلت عن عاملة في هيئة السكك الحديدية بالقرب من المنصورة، شمال القاهرة، قولها إن الموظفين تم تهديدهم باتخاذ إجراء قانوني إذا لم يصوتوا لصالح السيسي، مضيفةً “لقد أخبروني أنه يجب عليّ التصويت أو سأحال إلى قسم الشؤون القانونية. وكنت قلقة من خفض راتبي”.

وفي التقرير، روى أحد أساتذة المدارس الحكومية في منطقة مجاورة قصة مشابهة، وقال: “خصصوا حافلات لنقل المعلمين إلى مراكز الاقتراع الخاصة بهم للتصويت لصالح السيسي. لا أحد يجرؤ على قول لا”.

كما ذكرت المراسلة في تقريرها أن “السيسي حكم مصر بقبضة من حديد منذ توليه السلطة بعد الإطاحة بسلفه محمد مرسي، في عام 2013، باستخدام القوة العسكرية”. وأضافت “حقق (السيسي) فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية بعد مرور عام، وقام بتمديد التصويت إلى ثلاثة أيام لزيادة نسبة المشاركة التي بلغت 48 في المئة”.

وأضافت “يود السيسي تحسين هذه النتيجة للرد على انتقاد انتهاكات الدولة وحملتها ضد الحريات. يحتاج قائد الجيش السابق إلى نسبة إقبال عالية من 60 مليون ناخب لمنح المصداقية لإعادة انتخابه. وانسحب 7 من المرشحين المتنافسين من السباق أو سُجنوا، تاركين موسى مصطفى موسى كخيار وحيد”.

كما أشارت إلى أن مسؤولين في أربعة مراكز اقتراع بالقاهرة أكدوا أن نسبة المشاركة كانت منخفضة إلى 7 في المائة بنهاية يوم الاثنين. يُذكر أنه تم طرد مراسلة “ذا تايمز” البريطانية من مصر منذ أيام، وقالت الصحيفة إن طرد مراسلتها “تم من دون سبب وجيه”.