في الوقت الذي تواصل فيه الرياض نفي أية لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، تؤكد تل أبيب تلك اللقاءات وتعتبرها إنجازاً على طريق التطبيع الكامل مع الرياض.
تقرير: عاطف محمد
باتت سياسة الأبواب المفتوحة السعودية الإسرائيلة مفاجئة لكل التقديرات، مخالفة كل الحسابات، حيث صارت تتقدم بوتيرة سريعة، لتتجاوز العتبات التي بقيت ممنوعةً منذ تأسيس المملكة.
فبعد تأكيد مسؤول إسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زار تل أبيب سراً، ها هو رئيس أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت يؤكد، في مقابلة مع صحيفة “معاريف”، صحة التقارير التي تحدّثت عن لقاءات بين ابن سلمان وبين مسؤولين إسرائيليين.
وبحسب أيزنكوت، فإنّ ابن سلمان التقى مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات. وفي حين لم يوضح الجنرال الإسرائيلي مكان وزمان اللقاء، فإنّ ابن سلمان، الموجود في الولايات المتحدة على مدى ثلاثة أسابيع للقاء عدد من الشخصيات وصنّاع الرأي والفاعلين الاقتصاديين، تشمل لقاءاته منظمات يهودية تدافع بشراسة عن كيان الاحتلال ومن بينها لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “الآيباك” أقوى لوبي موالٍ للاحتلال داخل الولايات المتحدة.
وقبل أسبوعين، تحدث موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإلكتروني عن لقاءات سرية عقدت في القاهرة بين مسؤولين من المملكة وكيان الإحتلال، تزامناً مع وجود ابن سلمان في زيارة رسمية لمصر.
ترجم إيزنكوت هذه الاجتماعات واللقاءات تحت الطاولة بالقول لـ”معاريف” إن هناك تحالفاً سرياً بعيداً عن الأنظار بين إسرائيل ودول عربية وصفها بـ”المعتدلة”. ولا يبدو أن هذا التحالف سيقى مكتوماً إلى الأبد خصوصاً وأن فتح الاجواء السعودية مؤخراً للطيران الهندي في اتجاه تل أبيب يعد تطوراً غير مسبوق وسيترتب عليه خطوات لاحقة، مثل الاستفادة من خدمات المطارات، كالتزود بالوقود والترانزيت.
خطوات التطبيع المتسارعة للرياض مع تل أبيب يضعها مراقبون لسياسات ولي العهد السعودي في سياق استراتيجية “صفقة القرن” التي وضعتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالاتفاق مع إبن سلمان، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، التي تريد تل أبيب أن تلعب السعودية فيها دورا أساسياً في الضغط على الفلسطينيين من أجل الرضوخ والقبول بالإملاءات الأميركية، وأولها نقل السفارة الأميركية إلى القدس.