تقرير: عاطف محمد
هو يوم الأرض حيث يجدد الفلسطينيون فيه كل عام تمسكهم بأرضهم وحقهم بالعودة ومقاومة الاحتلال. تدفقت حشود غفيرة من مختلف الأعمار نحو حدود قطاع غزة المحاصر لتواجه قوات الاحتلال بصدور عارية كما جرت العادة، في حين اندلعت اشتباكات في الضفة وخرجت مسيرات داخل الخط الأخضر، وسط استنفار إسرائيلي وتصعيد ضد الفلسطينيين.
أسفرت المواجهات مع قوات الاحتلال في حصيلة أولية عن استشهاد 16 فلسطينيي وإصابة أكثر من 1400 بجراح متفاوتة الخطورة.
وقبل ساعات من بدء المسيرات، احتشد آلاف الفلسطينيين على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، حاملين الأعلام الفلسطينية وأسماء القرى والمدن التي هُجّروا منها عنوة على أيدي العصابات الصهيونية في عام 1948.
وأقامت “الهيئة الوطنية لمسيرات العودة” مخيمات رمزية في 5 مناطق متاخمة للسياج الحدودي شرق القطاع، تستهدف للمرة الأولى الاعتصام الشعبي الذي من المتوقع ان يبلغ ذروته يوم 15 مايو / أيار 2018، المصادف لذكرى النكبة الفلسطينية، وكذلك للموعد المحدد من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.
وشاركت قيادات الصف الأول من كل الفصائل الوطنية والإسلامية في الفعاليات كل في منطقته، كما حضر رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، مسيرة شرق غزة، وأكد في كلمة ألقاها خلالها عدم التنازل عن القدس وحق العودة.
ومن الجانب الغربي للحدود، أعلن جيش الاحتلال كل المناطق المتاخمة للحدود مع غزة عسكرية مغلقة ونشر فيها تعزيزات كبيرة، كما أنه نشر 100 قناص على السياج، وألغى إجازات الجنود والضباط برغم اقتراب الأعياد اليهودية.
لم تقتصر مسيرة العودة الكبرى على القطاع المحاصر، فامتدت التظاهرات إلى داخل الخط الأخضر والضفة الغربية، حيث اندلعت اشتباكات ومواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة وتحديداً عند مدخل شمال البيرة برام الله، ومنطقة باب الزاوية في الخليل وقصرة في محافظة نابلس.