نيويورك، فلسطين المحتلة / أ ف ب / نبأ – فشل مجلس الأمنِ، مساء الجمعة 30 مارس / آذار 2018، في التوافقِ على بيان يدين قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي للحراك الفلسطيني في ذكرى “يومِ الأرض”، الذي أسفر عن استشهاد 16 فلسطينياً وجرح مئات آخرين، بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش بإجراء تحقيق عاجل في تلك الأحداث.
وأكدَ مندوب فلسطين في المجلس، السفير رياض منصور، أنّ “القوات الإسرائيلية ارتكبت مذبحة بشعة بحقِّ الفلسطينيين”، مطالباً بـ”محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم”. وشدّد على أنَّ “الحراك الفلسطينيّ الذي بدأ الجمعة في الذكرى الثانية والأربعين ليومِ الأرض حراك سلمي وسيتواصل حتى ذكرى النكبة يوم 15 مايو المقبل”.
ودعا غوتيريش إلى فتح تحقيق شفاف ومستقل في استشهاد 16 فلسطينياً في المظاهرات التي نظمت، يوم الجمعة، قرب السياج الحدودي لقطاع غزة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في بيان، إن غوتيريش “قلق جداً”، ويطلب من الجهات ذات الصلة “الامتناع عن أي عملية يمكن أن تؤدي إلى وقوع إصابات أخرى، وخاصة في صفوف المدنيين”.
وقال تاي بروك زيرهون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، يوم الجمعة، إن “على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. يجب عدم استخدام القوة الفتاكة إلا كملاذ أخير مع قيام السلطات بإجراء التحقيقات المناسبة في أي حالات وفاة تنجم عن ذلك”.
وفيما قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة فرانسوا دي لاتر إن “خطر تصعيد (التوتر) حقيقي. هناك إمكانية لاندلاع نزاع جديد في قطاع غزة”، وتجنب ممثل الولايات المتحدة وولتر ميلر، خلال الجلسة، التطرق إلى قمع الاحتلال، قائلاً: “نشعر بحزن بالغ للخسائر في الأرواح البشرية التي وقعت”.
أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون فأصدر، قبيل اجتماع المجلس، بياناً اتهم فيه حركة “حماس” بـ”الوقوف خلف أعمال العنف”.
وبمناسبة إحيائهم “يوم الأرض” المصادف يوم الجمعة 30 مارس / آذار، تدفّق عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصاً من الأطفال والنساء، على المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل في مسيرة احتجاجية أطلق عليها “مسيرة العودة الكبرى”، ووقعت مواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الذي استخدم الرصاص الحي وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى استشهاد 16 فلسطينياً وإصابة ما لا يقل عن 1400 آخرين.
كما شهدت الضفة الغربية والخط الأخضر ومدن فلسطينية أخرى مظاهرات بالمناسبة نفسها، حيث وقعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والاحتلال في الضفة وتحديداً عند مدخل شمال البيرة في مدينة رام الله، وفي منطقة باب الزاوية في الخليل وقصرة في محافظة نابلس.
ومن المقرر أن تستمر المسيرات 6 أسابيع وذلك للمطالبة بتفعيل “حق العودة” للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها وللمطالبة أيضا برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة متلفزة مساء الجمعة، الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة” عن سقوط الضحايا الفلسطينيين، مطالبا المجتمع الدولي “بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.