تشير التطورات على الأرض إلى توجه أميركي ثابت في مسألة البقاء في الميدان السوري، وهو ما يتعارض تماماً مع التصريح الأخير للرئيس الأميركي عن انسحاب عسكري من سوريا للقوات الأميركية.
تقرير: هبة العبدالله
سيغادر الجيش الأميركي الأراضي السورية قريباً جداً. هذا التصريح هو للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو لا يوازن حجم المصالح الأميركية في سوريا والصراع المستمر مع موسكو وطهران، ما يجعل نوايا واشنطن غير واضحة بعد. يُسمع كلام الرئيس الأميركي بينما تتقدم العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، ويثير الأمر كثيراً من الجدل حيال ما تريده واشنطن في المقبل من الأيام.
فجميع المعطيات السابقة تؤدي إلى استنتاج ثابت عن التوجهات الأميركية في الملف السوري تظهر فيها واشنطن صاحبة توجه لتعظيم وجودها العسكري على الأرض، لتحويل الساحة السورية موقعاً لمواجهة مباشرة مع إيران.
طغت حماسة المغرد كثيراً على كلام ترامب الساعي إلى تسويق موقف أميركي غير مكتمل المعالم. إلا أن معلومات تقول إن كلام الرئيس الأميركي ليس منعزلاً عن سلسلة تفاهمات عقدت مع كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، يتقاسم فيها الثلاثة أدوارهم في المرحلة المقبلة من الحرب السورية.
يأتي كلام ترامب بعد أيام قليلة من تصريحات حادة تبادلها المسؤولون الروس والأميركيون عن ترتيب واشنطن لتحرك عسكري ضد أهداف حكومية في سوريا. ثم فجأة، يقدم الرئيس الأميركي تصريحاً لافتاً للانتباه عن قرب مغادرة قواته للأراضي السورية.
ولكن في جانب من حديثه يبدو ترامب الرئيس يفي بوعود ترامب المرشح. فهو سبق وقال إن قوات الجيش الأميركي ستعود إلى البلاد حال هزيمة تنظيم “داعش” في أرض الخلافة، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة أنفقت 7 تريليونات دولار” في الشرق الأوسط.
وورد تصريح الانسحاب خلال حديث مخصص لملف البنية التحتية في الولايات المتحدة، وجاء في سياق ضرورة الاستغناء عن المصاريف الأميركية المهولة في منطقة الشرق الأوسط، لمصلحة التركيز على المصاريف المحليّة.
وهذا تناقض ثانٍ، إذ إن التوجهات المالية المستجدة تتعارض مع المخصصات الكبيرة للتفقات العسكرية في سوريا ضمن ميزانية وزارة الدفاع لعام 2018، والتي أوحت برهان أميركي ثابت على الوجود العسكري في سوريا.