وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس مع ولي العهد السعودي، في البنتاغون في واشنطن

مراحل متقدمة من تبعية السعودية للولايات المتحدة

رسمت مقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع مجلة “ذا أتلانتيك” معالم السياسة السعودية القادمة وفقاً لمعايير الإدارة الأميركية ومتطلبات المواجهة مع إيران، كما أنها انهت الجدال الدائر حول التطبيع السعودي مع كيان الإحتلال.

تقرير: عاطف محمد

جاءت مقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع مجلة “ذا أتلانتك” الأميركية لتقطع الشك باليقين في ما يتعلق بموقف المملكة من التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

لم يعد مبرراً بعد اليوم صمت الرياض وعدم تعليقها على الكثير من التقارير التي تثبت علاقاتها بتل أبيب، فولي العهد أجرى حواراً مع جندي سابق في جيش الاحتلال وهو الصحافي يفري غولدبيرغ، مؤكداً أنه وعلى غرار الفلسطينيين فلليهود “الحق في أن تكون لهم أرضهم”، مؤكدا أن “بلاده تتقاسم مصالح كثيرة مع إسرائيل، ستتعاظم في حال التوصل إلى سلام في المنطقة”.

بدا ابن سلمان في حواره مع المجلة الأميركية أكثر وضوحاً وصراحة في ما يخص سياسة بلاده الخارجية، بينما حاول المناورة في ما يخص طريقة الحكم والإدارة لشؤون المملكة الداخلية، فالرجل يحاول جاهداً كسب الرضا الأميركي عن طريق محاباة إسرائيل.

وفاجأ انتزاع أحقية الإحتلال بأرض فلسطين من ولي العهد السعودي المجلة ذاتها، فلم يسبق وأن اعترف زعيم عربي بالحق التاريخي المزعوم لإسرائيل، كذلك فإن تركيز ابن سلمان على المسجد الأقصى من دون التطرق إلى القدس يؤكد تماهي الموقفين الأميركي والسعودي بعد قرار ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

تبادل التصريحات المتطابقة بين الرياض وتل أبيب دليل واضح على أن ما نشر سابقاً من أخبار عن لقاءات رفيعة المستوى بين الجانبين قد حصلت بالفعل، فرئيس أركان جيش الاحتلال غادي إيزينكوت وخلال مقابلة له مع موقع “إيلاف” السعودي نهاية عام 2017 شدد على أن هناك بين إسرائيل والسعودية “مصالح مشتركة”، يرجعها مراقبون لعلاقات الرياض وتل أبيب إلى مستويات عدة على رأسها مواجهة إيران.

استبدل ابن سلمان تسمية أحد أضلاع “مثلث الشر” من تركيا إلى “الإخوان المسلمين”، وحاول فصل الجماعة عن صفة الإرهاب، فقد سبق للسعودية أن “دعمتهم” كما قال إبان الحرب الباردة، لكن اللهجة غير المسبوقة في الحديث عن “الإخوان المسلمين” تدلل على أن الرجل يحاول التخفيف من حدة التوتر مع كل من قطر وتركيا.

في المحصلة، أنهت مقابلة ابن سلمان الجدال الدائر حول ولاء المملكة للقضية الفسطينية وحقوق المسلمين في مقدساتهم وأرضهم وفتحت عهداً سعودياً جديداً يقوم على الارتباك والمحاباة ومحاولة إيهام العالم بالديمقراطية وتقبل الآخر.