رفض الفلسطينيون تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التي اعترف فيها بإسرائيل، في حين أن إعلام الأخيرة لا يزال يحتفي بما اعتبره “تصريحاتٍ استثنائية”.
تقرير محمد البدري
ما بين معادية للقضية الفلسطينية، وانهزامية، وتشرّع التطبيع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، توزعت ردة الفعل الفلسطينية على تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأخيرة لمجلة لمجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية، في الوقت الذي لا يزال فيه الإعلام الإسرائيلي يحتفي بتلك التصريحات، التي اعتبر فيها ابن سلمان أن “الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية وبسلام”.
وأشارت حركة “فتح”، على لسان المتحدث الرسمي باسمها، عاطف أبو سيف، إلى أن ما صدر عن إبن سلمان “لم يكن في محله، وقد يفتح باب التطبيع على مصراعيه”. ولفت أبو سيف الانتباه إلى أن “المطلوب من الدول العربية ليس إطلاق التصريحات التي تنعش الاحتلال الإسرائيلي، بل اتخاذ خطواتٍ تدينه وتقدم قادته للمحاكم الدولية على الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين”.
بدوره، أكد القيادي البارز في حركة “حماس”، وصفي قبها، أن تصريحات ابن سلمان تأتي ضمن “مخطط خطير يهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وتعبد الطريق لإقامة علاقات علنية وتطبيع كامل بين الدول العربية وإسرائيل”، واصفاً تصريحات ولي العهد السعودي بأنها “انهزامية”.
وشددت حركة “الجهاد الإسلامي”، عبر القيادي فيها خضر حبيب، على أن كل تصريحات ابن سلمان المتعلقة بالقضية الفلسطينية “مرفوضة جملةً وتفصيلاً”، في حين وصف عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة”، جميل مزهر، تصريحات ابن سلمان بأنها “معادية للشعب الفلسطيني”، مؤكداً أنها “تكشف الدور الخبيث التي يقوم به النظام السعودي في ضرب الاستقرار في المنطقة العربية”.
وفي مقابل الرفض الفلسطيني الجامع لتصريحات ابن سلمان، ذهب الإعلام العبري بعيدًا بالاحتفاء في ما وصفه بـ”التصريحات الاستثنائية”، إذ اعتبر الكاتب، أوريل بئيري، أن ابن سلمان “يقدّم دليلاً جديداً وواضحاً على تحسن العلاقات بين إسرائيل والسعودية”.
ولعل أبرز ما يوضح الشراكة السعودية الإسرئيلية في التآمر على فلسطين قضية وشعبًا، هو ما ذكره الباحث في “معهد القدس للدراسات الإقليمية”، يوني ين مناحيم، في مقاله حول تصريحات ابن سلمان، والذي كتبه تحت عنوان “ابن سلمان ونتنياهو وجهان لعملة واحدة”.