في ظل علاقات يشوبها الكثير من التعقيد، يصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قادماً من الولايات المتحدة إلى فرنسا، يوم في إطار جولته الخارجية التي تستهدف تلميع صورته أمام الغرب والترويج لـ”رؤية 2030″ المتعثرة.
تقرير: مودة اسكندر
يلقي الخلاف على مقاربة ملفات المنطقة، وفي مقدمتها الحرب على اليمن والعلاقات مع ايران، بظلاله على العلاقات السعودية الفرنسية المشتركة، ومقاربة كل من البلدين لهذه الملفات.
وعلى الرغم من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض في نوفمبر / تشرين الثاني 2018، لا يبدو أن البلدين استطاعا أن يتفقا على رؤية مشتركة حيال هذه الملفات الشائكة.
عندما توجه الرئيس الفرنسي في زيارة رتبت على عجل إلى الرياض لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كانت الابتسامات هي كل ما ظهر في العلن، لكن خلف الأبواب المغلقة كان النقاش حاداً، ما يشير إلى تغير في علاقة الحليفين، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز” في تقرير تناول فيه العلاقات السعودية الفرنسية المتشابكة.
وترى “رويترز” أنه “سوف يتضح إن كان هذا خلافاً مؤقتاً أو تغيراً طويل المدى عندما يصل ابن سلمان إلى باريس”، يوم الأحد 8 أبريل / نيسان 2018، في زيارة تستغرق يومين ستركز على قضايا اليمن وسوريا وقطر والاتفاق النووي الإيراني.
يسعى ماكرون من وراء زيارة ولي العهد السعودي، التي تأتي بعد جولة شملت بريطانيا والولايات المتحدة وتضمنت توقيع عقود ضخمة، إلى الحصول على اتفاقات مماثلة من الطرف السعودي، يبدو أن الطريق إليها لن يكون سهلاً، وهو ما عكسه غياب العقود الضخمة بين الطرفين، ما فسره البعض بأنه انعكاس للتعثر الذي يشوب علاقات البلدين.
وصرح دبلوماسي فرنسي كبير لـ”رويترز” بأن “المنافسة شرسة، لذا على باريس إعادة التفكير في أنماط العلاقات”، فيما اعترف دبلوماسي فرنسي آخر بأن العلاقات “قد تذهب في أي من الاتجاهين”، موضحاً أن ابن سلمان “يشعر بود أكبر من جانب ترامب عن ماكرون الذي يرى أن ولي العهد من الممكن أن يكون شخصاً خارج نطاق السيطرة، وأن ما يفعله في اليمن وقطر والحديث بشأن إيران قد يصب مزيداً من الزيت على النار في المنطقة”.
تأتي الزيارة في ظل تنامي الضغوط على ماكرون في الداخل من مشرعين وجماعات حقوقية بشأن مبيعات الأسلحة الفرنسية إلى “التحالف السعودي” لمسؤوليته عن جرائم حرب في اليمن.