علما الإمارات و"الجنوب اليمني" مرسومان في مدينة عدن الساحلية، جنوب اليمن (صورة من الأرشيف)

الحليفان في نزاع: أبو ظبي ترفض إقامة قواعد سعودية جنوب اليمن

دخل توتر العلاقات بين حلفاء العدوان على اليمن دخل فصلاً جديداً، مع نية السعودية إنشاء قواعد عسكرية في الجنوب، وهو ما لاقى معارضة شديدة من الإمارات.

تقرير: عاطف محمد

يتجدد الصراع بين حليفي العدوان على اليمن، السعودية والإمارات، فالحرب التي خلفت ورائها حتى الآن آلاف الضحايا والمجاعات والأوبئة تكشف عن أهدافها الحقيقية وصراعات النفوذ التي بدأت تظهر إلى العلن مؤخراً.

يكشف مصدر مقرّب من الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي عن تحركات سعودية لإنشاء ثلاث قواعد عسكرية تابعة لها في مناطق مختلفة من جنوب اليمن. وتقع القاعدة الأولى في جزيرة سقطرى، فيما تقع الثانية في لحج شمال عدن، أما الثالثة فمن المقرر أن تكون في حضروت جنوب شرق البلاد.

واجه هذا التحرك السعودي معارضة شديدة من الإمارات وسلطنة عُمان، حيث أبلغ وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الرياض بذلك بعد إبلاغه اعتراض البلدين خلال زيارته مؤخراً إلى مسقط.

وسبق أن بدأت الإمارات إنشاء قواعد عسكرية في اليمن، أبرزها في “جزيرة ميون” المطلة على مضيق باب المندب، كما وأنشأت قواعد في جزيرة سقطرى على خليج عدن، وميناء المخا على البحر الأحمر غرب اليمن، إضافة إلى سيطرتها على مطار الريان في مديرية المكلا، فضلاً عن قاعدة عسكرية في شبوة، تقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إنها تابعة للولايات المتحدة.

يأتي التحرك السعودي في وقت تبدو فيه الإمارات مصممة على المضي باستراتيجيتها الواضحة في السيطرة على الجنوب، باعتباره منصّة القفز الرئيسة إلى النفوذ البحري في الشرق الأوسط، وإقناع القوى الدوليّة الكبرى بأهليتها لاقتناص الدور السعودي التاريخي كوكيل للولايات المتحدة في الخليج.

وبينما تسير الإمارات بخطوات مدروسة في جنوب اليمن وتدعم جماعاته الانفصالية، تبدو السعودية بلا أي رؤية لما أرادته من حملتها العسكريّة، وبلا أي استراتيجية لمواجهة هذا التغوّل الإماراتي في اليمن والبحر الأحمر، فولي عهدها محمد بن سلمان يهاجم من واشنطن جماعة “الإخوان المسلمين” ويقدم الدعم في المقابل إلى “حزب الإصلاح اليمني” التابع للجماعة نفسها، والغرض من ذلك كبح جماح الإماراتيين الماضين في تنفيذ أجنداتهم، ما يؤكد الأهداف الحقيقية من العدوان على اليمن.