تحل اليوم ذكرى احتلال آل سعود للأحساء قبل أكثر من قرن من الزمن، وتعيد الذكرى سنوات عجاف مارست خلالها السلطات أبشع صور الانتهاكات والاضطهاد المستمر حتى اليوم.
تقرير: سناء ابراهيم
قبل قرن وخمس سنوات من الزمن، قرر آل سعود فرض سيطرتهم على منطقة غنية بالثروات الطبيعية في الجزيرة العربية، من أجل دعم اقتصادهم وتمويل حملاتهم وتعاونهم مع السلطات الانكليزية، فكانت العين ناحية أكبر واحة في العالم وهي الأحساء، لما بها من خيرات طبيعية وثروات على امتداد مساحتها.
في العام 1331 هـ، وصلت الوهابية السعودية أرض الأحساء، بموجب إتفاق في بيت احد أعضاء أسرة آل الملا، بين زعماء الشيعة في الاحساء وبين إبن سعود، الذي عاونه عدد من رجالات المنطقة من أجل احتلالها، بينهم “علي أبو عبد الكريم الخنيزي، وعلي منصور اخوان، علي بن فارس”. وكان احتلال الأحساء والتجربة المريرة مع الحكم السعودي، تحوي عدم ضمان عدم التعرض أو التدخل في شؤون عقائد الشيعة بالقوة والإكراه والشتم والإهانة، وقد وافق إبن سعود على ذلك،في كتابة على الورق، إلا أن الواقع المرير ترجم باضطهاد امتد منذ العام 1913 وحتى اليوم.
تبرز اليوم، مزاعم الوهابية السعودية التي لم تنفك عن التمظهر عبر ممارسات آل سعود المتواصلة، فكانت ذريعة الأمن واضطرابه ادعاءات سلطوية لاحتلال الأحساء ونهب خيراتها، على يد السلطات. انقض آل سعود على ثروات الاحساء من مياه وفيرة وزراعات شتى وذهب أسود، حرم منه الأحسائيون منذ عقود.
على امتداد قرن من الزمن، دمر آل سعود خيرات الأحساء وصناعتها وجففوا عيونها وتحكموا في عقيدتها ومساجدها وحسينياتها، وسلّطوا أسيافهم على أهلها ، ولا يزال الكثير منهم يقبع خلف قضبان السجون.
وفي عهد الحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان لا تزال الأحساء تعاني التهميش والتمييز الطائفيّ الممنهج، ولا يزال علماؤها كالشيخ توفيق العامر والشيخ حسين الرّاضي يرزحون في السجون .