نبأ.نت _ تقرير جميل السلمان
مرة جديدة تضرب الولايات المتحدة وحليفتاها بريطانيا وفرنسا عرض الحائط كل القوانين والشرائع الدولية وتقوم بشن عدوان ثلاثي على دولة ذات سيادة بعيدا عن قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وبذريعة بالية هي مزاعم استخدام السلاح الكيميائي، على أن هذا العدوان الذي استهدف فجر السبت مواقع عسكرية ومدنية ومراكز بحوث علمية في عدد من المناطق السورية، لم يغير موازين القوى القائمة على الارض في سوريا، وبدا أنه خطوة أراد الرئيس الاميركي دونالد تامب من خلالها حفظ ماء وجهه بعد التهديدات العالية السقف التي أطلقها ضد سوريا قبل أيام .
قائد الأركان الأميركي الجنرال جو دانفورد أعلن في وقت مبكر من صباح اليوم السبت انتهاء العدوان الذي نفذته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على ما وصفه بـ”برنامج الأسلحة الكيميائية السوري”،
وأثناء وجوده إلى جانب وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، قال دانفورد إنه لا يوجد في الوقت الحالي خطط لشن عملية عسكرية أخرى، مضيفا “أن روسيا لم تتلق تحذيرا مسبقا قبل الضربات”، ومشددا في الوقت نفسه على “أن واشنطن وحلفاءها حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا”.
وزعم دانفورد أن الضربة التي كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن انطلاقها قبيل فجر اليوم بالتوقيت المحلي لسوريا، استهدفت ثلاث منشآت مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية ، وهي: مركز أبحاث علمية خارج العاصمة دمشق ومنشأة لتخزين الأسلحة الكيميائية ومركز قيادي مهم خارج مدينة حمص.
واعتبر قائد الأركان الأميركي أن الضربة التي استمرت نحو الساعة وشملت غارات جوية وقصفا صاروخيا، “ستؤدي إلى تدهور طويل الأمد في قدرة سوريا على البحث وإنتاج أسلحة كيميائية”.
بدورها أعلنت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية أن قاذفات أميركية من طراز بي1 شاركت في العدوان على سوريا بالإضافة إلى سفينة حربية واحدة على الأقل في البحر الأحمر، في حين نشرت الرئاسة الفرنسية صورا لطائرات حربية من طراز “رافال” تقلع للمشاركة في العدوان.
ووصف وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان العدوان بأنه مشروع، و”استهدفت وضع حد لانتهاك خطير للقانون الدولي ومنع نظام الأسد من مواصلة عملياته الإجرامية”وفق تعبيره، كما ذهبت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي في الاتجاه نفسه وقالت إن الضربة استهدفت قدرة النظام السوري على إنتاج السلاح الكيميائي.
وكان لافتا أن الوزيرين الفرنسيين حرصا على التأكيد أنه تم إخطار روسيا قبل بدء العدوان، وزاد لودريان بتأكيد أن ضربات سلاح الجو الفرنسي لم تستهدف حلفاء سوريا، في إشارة إلى روسيا وإيران.
من جانبها تحدثت وزارة الدفاع البريطانية عن مشاركة أربع طائرات من طراز “تورنادو” في استهداف قاعدة صواريخ سابقة على بعد نحو عشرين كيلومترا من حمص.
وحظي العدوان بتأييد حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تقوده الولايات المتحدة، إذ اعتبر الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ أنه “سيقلص قدرة النظام على مهاجمة الشعب السوري ب”، كما أيدته تركيا ووصفته بأنه “ترجمة للضمير الإنساني في مواجهة الهجمات الكيميائية في دوما”.كذلك اصدرت وزار ةالخارجية القطرية بيانا مؤيدا للعدوان على سوريا
بالمقابل ، نددت الحكومة السورية بالعدوان واستهداف مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق ومستودعات عسكرية في حمص، وقالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” إن “ضربات العدوان الثلاثي لم تحقق أهدافها المرسومة بفضل تصدي الدفاعات الجوية”.
ووصفت روسيا العدوان بأنه “تعرض لدولة ذات سيادة”، مشيرة إلى أن واشنطن وحلفاءها أطلقوا أكثر من مئة صاروخ، لكن الدفاعات السورية اعترضت معظمها، مشددة على أن أي صاروخ لم يخترق مناطق الدفاعات الجوية التي تحمي طرطوس وحميميم.
وفي وقت لاحق قالت وزارة الدفاع الروسية إن سوريا استخدمت “منظومات دفاع جوي سوفياتية قديمة” في إسقاط الصواريخ الغربية.
بدورها نددت الجمهورية الاسلامية على لسان قادتها بالعدوان الثلاثي على سوريا وقالت إن “أميركا وحلفاءها هاجموا سوريا دون أدلة على استعمالها السلاح الكيميائي، وإن على المجتمع الدولي إدانة الهجوم والوقوف في وجه هذه الاعتداءات”.
ونقلت وكالة “رويترز” عمن وصفته بمسؤول إقليمي بارز داعم للرئيس السوري يشارالأسد، أن الضربة تم استيعابها وأن كل المواقع العسكرية المهمة كانت قد أخليت منذ أيام بعد تلقي تحذير مبكر من روسيا.