بدأت “القمة العربية” أعمالها، يوم الأحد 15 أبريل / نيسان 2018، في مدينة الظهران السعودية، بحضور بعض الزعماء العرب وغياب آخرين، حيث من المقرر أن تمرر الرياض رسائلها السياسية بين التطبيع مع الاحتلال و”شيطنة” إيران.
تقرير: سناء ابراهيم
تتكىء القمة العربية، بنسختها الـ29 المنعقدة في الظهران في السعودية، على مناح ثلاث هي الرتابة والتحريض والتطبيع. تتخذ الرياض القمة كعنوان عريض وسيلة لترسيخ فكرة “شيطنة” طهران، وإعلان التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وطمس القضية الفلسطينية، فيما تناقش الأزمات في اليمن وسوريا والعراق، وغيرها من البلدان العربية.
تُعقد القمة العربية بحضور الملك سلمان وقادة وملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية، وبين المدعوين إلى القمة، عدد كبير من المسؤولين في المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والمفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيدريكا موغريني، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، ورئيس البرلمان العربي مشعل السلمي.
وعلى الرغم من أن القمم السابقة لم يكن لها مفعول سوى الشكليات، إلا أنها تحضر على جدول أعمالها 18 بنداً تتناول قضايا عربية مختلفة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، تطال الدول العربية. ولعل من أبرز وأهم ما تستهدف تطبيقه وترسيخه الرياض يتمثل بأمرين، التطبيع مع كيان الاحتلال، وجعل تل أبيب أمراً واقعاً والعلاقات معها من مسلمات العلاقات العربية، بمقابل جعل إيران في قالب من العدوانية التي تعمل الرياض وحلفائها على “أرهبتها”.
واعتبر الناشط والباحث السياسي، د.فؤاد ابراهيم، في سلسلة تغريدات على “تويتر”، أن “مشروع الخيانة السعودي خطط له في واشنطن ونفذ في الظهران وتجني ثمرته تل أبيب”، متهماً السلطات السعودية بـ”الخيانة”، ويؤكد أن “خيانة السعودية لقضايا الأمة وفلسطين في القلب منها تتم بإطلاق غمامة إعلامية ضد إيران لتضليل الرأي العام واختطافه. الخيانة صنعة وعادة ووظيفة سعودية”.
أما في سياق التمثيل الدبلوماسي بالقمة، يظهر رتابة المشهد موقف قطر بغياب أميرها واكتفائها بممثل عنها، فيما ثمثل السعودية، الدولة المستضيفة، الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما أن الكويت ممثلة بحضور أميرها وكذلك البحرين ممثلة بمكلها، في حين أن الإمارات، كالعادة، يمثلها على مستوى نائب رئيس الدولة، محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، وهو الذي درج على حضور القمم السابقة، لا سيما بعد اشتداد المرض على رئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان. ويغيب سلطان عُمان قابوس بن سعيد لظروفه الصحية، وهو الأمر الذي تكرر أيضاً خلال القمم السابقة، في حين أن سوريا ما زالت غائبة عن القمم العربية بما فيها قمة الظهران.