السعودية والإمارات تدعمان طارق محمد عبدالله صالح لأهداف متباينة في اليمن

أبو ظبي تحفر للرياض في اليمن

تريد أبوظبي حرباً أهلية في جنوب اليمن لتسهيل إستراتيجيتها في احتلال الموانئ اليمنية، أما السعودية فتحاول الهيمنة على الموانئ ذاتها عبر فزاعة “حزب الإصلاح” التابع لـ”الإخوان المسلمين”. يدعم الطرفان الميليشيات ذاتها في الجنوب لأهداف متباينة.

تقرير: عاطف محمد

تبدو السعودية والإمارات في ظاهر الأمر دولتان حليفتان تجمعهما رؤية موحدة للعديد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها حربهما على اليمن، لكن باطن السياسة يخفي ما تعجز الدولتان عن الإفصاح عنه علناً، خصوصاً مع تواصل فشلهما في العدوان على اليمن والذي دخل عامه الثالث.

وبحسب مصادر يمنية مطلعة، فإن أبوظبي تريد حرباً أهلية في اليمن من خلال دعم ميلشيات فتحركها لدعم قوات العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وهي خطة لاستنزاف السعودية قبل أن تكون لما يطلق عليه “قوات الشرعية”، بهدف إطالة عمر الحرب وتسهيل استراتيجيتها في احتلال الموانئ والسيطرة على مناطق الطاقة من دون معوقات.

أما الرياض فتدعم الميليشيات ذاتها التي تدعمها الإمارات لكن لأهداف أخرى فهي تريد التغطية على عجزها العسكري وعدم قدرتها على خوض حرب برية مع “أنصار الله” من خلال إقحام قوات طارق صالح في المواجهه وتحديداً في الحُديدة، وبذلك تخلق كياناً جديداً يستوعب أعضاء “حزب المؤتمر” تكون واشنطن راضية عنه.

يلقى مشروع الإمارات والسعودية بأبعاده المتناقضه رفضاً شعبياً، حيث شهدت تعز مظاهرات حاشدة هي الأولى من نوعها وسط المدينة، وفي عدد من مديرياتها، ترفض إخضاع المدينة لسيطرة القوات العسكرية التي يقودها صالح المدعوم بقوة من الإمارات.

في المحصلة، تواصل كل من أبوظبي والرياض السعي إلى السيطرة على مقدرات اليمن النفطية وموانئه الاستراتيجية، مع مواصلة قصف محافظاته وتجويع أهله وحصاره، لكن الصراع الخفي بين الحليفين بدأ يطفو إلى السطح مؤخراً في حضرموت وتعز، حيث يستنزف الطرفان بعضهما بعضاً بحجة مواجهة “الإخوان المسلمين” الممثلين بـ”حزب الإصلاح”، لكن محاولات الهيمنة الإقتصادية على موانئ اليمن قد تفجر الخلاف بين الحليفين في أي وقت.