خلال مشاركته في “مهرجان كان” السينمائي في فرنسا، أعلن وزير الثقافة السعودية، عواد العواد، عن أمله في تحقيق “تبادل ثقافي” مع إسرائيل. يتماشى هذا التصريح مع تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويكشف مواقف الملك سلمان الأخيرة من القدس.
تقرير: محمد البدري
في الوقت الذي كان فيه الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، يعلن أن القمة العربية في عام 2018 تحمل اسم “قمة القدس”، كان وزير الثقافة السعودية، عواد العواد، يعرب خلال مشاركته في “مهرجان كان” السينمائي عن أمله في “تحقيق تبادل ثقافي” بين السعودية وإسرائيل “في أسرع وقت ممكن”.
فقد أكد مراسل “هيئة البث الإسرائيلي”، شمعون آران، على حسابه على “تويتر”، أن زميله الصحتفي، جدعون كوتز، سأل الوزير السعودي عما إذا كان يتوقع تعاوناً في المجال الثقافي مع إسرائيل، فأجاب العواد: “آمل كثيرا”. ونقل آران، في تغريدة أخرى على “تويتر”، عن العواد أمله بأن يتم ذلك “قريبًا بعد حل المشاكل العالقة”.
وفيما لم يصدر عن وزير الثقافة السعودية أي إفادة أو نفي للواقعة، فإن الأخير شارك في “مهرجان كان السينمائي الذي تحضره أيضا وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ريغيف ميري، وسط توقعات بلقاء عقد بين الجانبين.
وفي يوم 2 أبريل / نيسان 2018، أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقابلة نشرتها مجلة “ذي أتلانتيك” الأميركية، أن “للإسرائيليين، الحق في أن تكون لهم أرضهم”، مؤكداً أن المملكة “تتقاسم مصالح كثيرة مع إسرائيل، ستتعاظم في حال الوصول إلى سلام في المنطقة”.
إذن، يعطي ابن سلمان الحق للشعب اليهودي بأرض فلسطين، ويعترف بصالح مشتركة ستتعاظم، ووزير ثقافته يعبر عن أمله بأن يحصل تبادل ثقافي بين المملكة وكيان والاحتلال.
بين هذا وذاك، تظهر حقيقة الموقف السعودي بتسمية القمة العربية بـ”قمة القدس”، إذ أنه موقفٌ لا يتعدى حدود الكلام والعناوين البراقة من دون أي مفاعيل على الأرض.
في المقابل، فإن التطبيع مع كيان الاحتلال، الى جانب رسم سياسات مشتركة بين الرياض وتل أبيب، على حساب القضايا العربية، جميعها إجراءات وتوجهات بدأت المملكة بتطبيقها عمليًا، فاتحةً جميع أبوابها العسكرية منها والإقتصادية والسياسية أمام العلاقة العلنية مع إسرائيل.