وثائق مثيرة عن عهد الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثالثة، نشرتها مكتبة قطر الوطنية .. والملك سلمان، بصفته رئيسا لمجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، يؤكد في برقية لوزير الخارجية عادل الجبير أن الوثائق تضم مراسلات استخباراتية وسياسية، لا يتناسب نشرها أمام العامة.
تقرير: حسن عواد
في إطار التجاذبات السياسية والمناكفات بين السعودية وقطر على خلفية الازمة الخليجية، نشرت مكتبة قطر الوطنية وثائق وصفتها بالمثيرة عن عهد عبد العزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثالثة.
الوثائق نشرت بعد الحصول عليها من المكتبة البريطانية في الهند، وتتكون من رسائل وبرقيات وتقارير إدارية ومذكرات وملاحظات مكتوبة بخط اليد تتعلق بشؤون عبد العزيز آل سعود، ونجد. وكشفت أيضا عن مراسلات متبادلة بين آل سعود والوكالات السياسية في البحرين والكويت وجدة، والمندوب السامي في العراق، والمندوب السامي في مصر، والمقيم في عدن، ومكتب المستعمرات البريطانية، ومكتب الهند، ووزارة الخارجية في لندن.
برز من بين الوثائق أن الحكومة البريطانية كانت تدفع للملك عبد العزيز أموالا بشرط عدم توسع الأخير في نفوذه. وفي وثيقة أخرى، يظهر أن عبد العزيز ربط حملته العسكرية، التي قضت على حكم آل رشيد، بتلقي دعم مباشر من بريطانيا.
وعلى سبيل المثال، تتحدث إحدى الوثائق، المصنفة بأنها سريّة، وأعدها جون شاكبيرغ من الإدارة السياسية بمكتب الهند، في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1918، بأن الإدارة ترغب بالاستيضاح من الملك عبد العزيز عن علاقته بالملك حسين بن علي الهاشمي، ملك الحجاز، وبابن رشيد.
دارة الملك عبد العزيز التي يرأسها الملك سلمان أقرت بصحة الوثائق عبر حسابها الرسمي في تويتر، في معرض ردها على تغريدة للصحفي عبد الله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية، الذي استفز المملكة عندما كتب أن الرد هو اعتراف رسمي من الحكومة السعودية بتلقي أموال بريطانية مقابل عدم احتلال قطر.
وفي برقية ارسلها الملك سلمان الى وزير الخارجية عادل الجبير طالبه بمخاطبة وزيري الخارجية القطري والبريطاني بخصوص الوثائق المسربة على اعتبار ان نشرها أمام العامة غير مناسب.
ويبدو أنه في حال استمرت الأزمة بين البلدين، فإن الكثير عن تاريخ ال سعود السري سيتكشف شيئا فشيئا .