نبأ.نت -تقرير: جميل السلمان
يرى مراقبون للشأن الداخلي السعودي أنه ليس بإمكان ولي العهد محمد بن سلمان نقل المجتمع السعودي الذي تشرب قسم كبير منه تشدد المذهب الوهابي على مدى عقود طويلة، إلى حالة “التغريب الثقافي ” بكبسة زر، دون أن يواجه اعتراضات من رموز هذا المذهب، الذي تأسست المملكة على الشراكة بينهم وبين عائلة آل سعود، وفي هذا السياق، برزت خلال الساعات الاخيرة صورتان من هذا الصراع، الاولى تمثلت بالاحتفاء الرسمي بفتح أول دار سينما في الرياض، والثانية تمثلت بمقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، ويظهر طالبات في إحدى المدارس السعودية يلبسن عباءات وأغطية وجه مع حملهن شعار ” شعيرة لا تندثر”، وهو ما دفع وزير التعليم أحمد العيسى الى فتح تحقيق في هذا الفيديو، متوعدا بمعاقبة من يقف خلفه.
فقد، أثار مقطع فيديو يتضمن قيام إحدى مدارس المرحلة المتوسطة باستعراض بعض طالباتها في المرحلة المتوسطة واللاتي ألبستهن عباءات وأغطية للوجه وقفازات وعلقن أوراقاً مكتوب عليها “شعيرة لا تندثر” استياء الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما دعا وزارة التعليم إلى فتح تحقيق في المقطع.
وسارعت وزارة التعليم إلى الاعلان عن فتح تحقيق حول مقطع الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا موقع “تويتر”، إذ ظهر فيه طالبات المتوسطة 47 يرفعن أوراقا مكتوب عليها “شعيره لن تندثر”.
وقالت الوزارة على لسان متحدثها الرسمي مبارك العصيمي: “إن المدرسة استخدمت تعزيز الصراعات الفقهية والفكرية بطريقة لا تمت للعمل التربوي والتعليمي”، مضيفاً: “وجه وزير التعليم أحمد العيسى بالتحقيق في مصدر هذا العمل ومن يقف خلفه، وستقوم الوزارة بإيضاح الإجراءات التي ستتبع لوقف هذه التجاوزات”. وفق تعبيره
على المقلب الاخر، كانت وسائل إعلام سعودية تحتفي بمسار “التغريب الثقافي”، وتتحدث عن “ليلة استثنائية مع الفن” عاشتها العاصمة السعودية الرياض أمس الاربعاء، حيث دشن وزير الإعلام عواد العواد ومسؤولو شركة AMC الاميركية انطلاقة السينما رسمياً بحضور رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع رضا الحيدر. يأتي ذلك فيما أجرت وزارة الثقافة تعديلاً يقضي بفتح أبواب السينما للجمهور بداية من اليوم الخميس بدلاً من الموعد المقرر بعد أسبوع.
وبحسب الاعلام السعودي “بدت الأجواء منذ وقت مبكر غير عادية ومبتهجة بالحدث الكبير بداية من السجادة الحمراء في ردهة مركز الملك عبدالله المالي ومشاركة فرقة “الجاز” التي قالت إنها ” أضفت موسيقاها أبعادا ترفيهية للضيوف الذين توافدوا في وقت مبكر”.
يبدو أن مملكة آل سعود التي تشهد التخبط في العديد من المجالات والسياسات الداخلية والخارجية نتيجة سياسات ولي العهد، مقبلة على صراع داخلي كبير يتعلق بالهوية الثقافية للمملكة.