الولايات المتحدة / التقرير – تضاربتِ الآراء والمعلومات حول تكلفة الحرب التي تقودها الولايات المتحدة، ومعها أكثر من أربعين دولة على تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق والشام، ومن سيسدّد فاتورة هذه الحرب، والتكلفة الفعلية ومدى مشاركة دول الخليج -خصوصًا السعودية واإامارات- في دفع الفاتور؟ وهل ستشمل التكلفة الحرب البرية التي بدأ التلويح بها بقوة خلال اليومين الماضيين؟
محلّلون عسكريون قالوا إنّ تكلفة العمليات العسكرية التي يشنّها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على “داعش” سترتفع بشكل كبير إذا ما قرر نشر قوات برية، بجانب الضربات الجوية الحالية. وقال المحلل الاستراتيجي الدولي اللواء الأردني مأمون أبو نوار، إن الحرب على تنظيمي “داعش” في العراق وجبهة “النصرة” المقربة من تنظيم القاعدة في سوريا، كلفتها باهظة ومن الصعب تقديرها؛ لأن ذلك يرتبط بعدد الدول المشاركة والطلعات الجوية، التي قيل أنها زادت عن 300 طلعة حتى الآن، وكذلك نوع وكم المعدات والأسلحة المستخدمة في الضربات التي توجهها طائرات التحالف ضد عناصر التنظيمين.
تجربة العراق وأفغانستان
فيما قال تقرير صادر عن مركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية (CSBA)، إن العمليات ضد “داعش” لن تقتصر على الضربات الجوية الحالية، لكنها ستضم قوى برية أمريكية على الرغم من أن نطاق مهمتها لا يزال غير واضح، مشيرًا إلى أن تجربة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، أظهرت أن تكلفة القوات البرية تميل إلى الزيادة. وطرح المركز ثلاثة سيناريوهات فيما يتعلق بتكلفة العمليات العسكرية الأمريكية ضد “داعش”: الأول في حال شن عملية جوية منخفضة الكثافة، تتراوح تكلفتها الشهرية بين 200 و320 مليون دولار، بينما تبلغ التكلفة السنوية بين 2.4 و3.8 مليار دولار، ويتضمن ذلك نشر 2000 جندي من القوات البرية.
أما السيناريو الثاني -وفق مركز CSBA- يتمثل في شنّ عملية جوية أعلى كثافة، ونشر 5 آلاف من القوات البرية، وستتراوح تكلفة تلك العمليات بين 350 و 570 مليون دولار شهريًّا، و 4.2 و6.8 مليار دولار في السنة.
ويتضمن السيناريو الثالث، نشر 25 ألف جندي أمريكي على الأرض بجانب الضربات الجوية المكثفة، وستتراوح تكاليف تلك العملية بين 1.1 إلى 1.8 مليار دولار شهريًّا، و13 و22 مليار دولار في السنة.
الميزانية العسكرية لثلاث دول عربية
وهذة التكلفة التي تصل إلى 22 مليار دولار، تمثل تقريبًا 29% من الميزانية العسكرية لأميركا خلال العام الماضي، ولكنّها تساوي الميزانية العسكرية لكلٍّ من الجزائر والعراق ومصر خلال 2013، وفق رصد “وكالة الأناضول” اعتمدت خلالها على بيانات صادرة عن مركز استكهولم الدولي لأبحاث السلام. وذكر التقرير أن تكلفة الجندى في العملية البرية تتراوح بين 40 و70 ألف دولار شهريًّا، وتستند هذه التقديرات إلى تكلفة العمليات في العراق بين عامي 2004-2012، والتي بلغت في المتوسط 66 ألف دولار لكل جندي بالخدمة شهريًّا، وهذا يشمل تكاليف العمليات والدعم والخدمات اللوجستية والمقاولين.
ومركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية (CSBA)، هو مركز بحثي مستقل وغير حزبي يهدف لتعزيز التفكير الإبداعي والنقاش حول استراتيجية الأمن القومي، وخيارات الاستثمار، ويساعد صانعي السياسات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المسائل الاستراتيجية والسياسة الأمنية وتخصيص الموارد.
الحرب البرية
وقال اللواء أبو نوار إن الحرب البرية ستكون لها كلفة مرتفعة أيضًا، لكنها أقل من الجوية التي تستخدم فيها الطائرات وأسلحة أكثر قيمة من الأسلحة التي تستخدم في المعارك البرية، ولا شكّ أن التقديرات التي تقول إن الكلف بالمليارات هي أرقام أولية لغياب المعلومات عن نوع الأسلحة المستخدمة وكمياتها. وأضاف “أبو نوار” أنّ الصناعات العسكرية في الدول الغربية والولايات المتحدة ستنتعش بشكل كبير نتيجة لهذه الحرب، مشيرًا إلى أن لهذه الدول مستودعات ومخازن أسلحة في المنطقة ستستخدمها، وبالتالي فإنها تحرك مصانعها العسكرية، وخاصة إذا ما طال أمد الحرب لعدة سنوات .
وأوضح أنّ الدول العربية ستتحمل كلفة الحرب، وخاصّة العراق الذي سيدفع الجزء الأكبر منها، وتتراوح تكلفة العمليات العسكرية الجوية حتى يوم 24 سبتمبر/ أيلول من الشهر الجاري، بين 780 إلى 930 مليون دولار، وفق ما رصدة المركز الأمريكي.