بعد دعمها سراً لخفض أسعار النفط على مدى سنوات، معتقدةً أن ذلك سيضر بمصالح إيران النفطية، تبارك السعودية اليوم ارتفاع أسعار النفط. وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن السعودية فشلت في تحقيق أهدافها وحولت إلى نتائج عكسية في ظل ارتفاع الدين العام، واستزاف موارد البلاد في الحرب على اليمن.
تقرير: عاطف محمد
تحدث وزير الطاقة السعودية خالد الفالح قبل عامين تقريباً في فيينا عن “النزاهة” و”تغليب الصالح العام على الخاص”. كان يخفي مؤامرة مكشوفة للنيل من إيران اقتصادياً بعد الإخفاق في ميدان السياسة.
في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، عام 2016، توصلت منظمة “أوبك” للدول المصدرة للنفط، خلال اجتماعها الوزاري في فيينا، إلى اتفاق وصف بالتاريخي لتخفيض الانتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، وهي خطوة باركتها ورعتها الرياض حينها واستهدفت بها في المقام الأول إنتاج إيران الذي جمد بموجب الاتفاق عند 3.797 ملايين برميل يرمياً.
وعلى الرغم من سريان مفعول اتفاق “اوبك”، تواصل أسعار النفط ارتفاعها إلى أعلى معدلات لها منذ عام 2014. وعلى الرغم من أن السعودية تعتبر المستفيد الأكبر من الارتفاع بعد فشل استراتيجية تقليص الإنتاج في استهداف الإقتصاد الإيراني، إلا أن الجارة العدوة للرياض نجحت عبر عقود في تنويع أعمدة اقتصادها على عكس المملكة، وهي تتجه اليوم إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي من مادة البنزين بحسب وزير الطاقة الإيرانية رضا أردكانيان، بينما تنفق الرياض أموال نفطها على حربها في اليمن.
وأفرزت المغامرة غير المحسوبة التي قادتها السعودية في “أوبك” للضغط على طهران نتائج كارثية بالنسبة إلى اقتصاد المملكة النفطي. وبحسب الكاتب في صحيفة “ديلي تلغراف” أندي كريتشلو، فإن رغبة السعودية في أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل “تثير خطر حدوث مضاربة في الأسواق العالمية، وهي نابعة من رغبتها في تغطية نفقات إصلاحاتها الاقتصادية والحرب التي تخوضها في اليمن، فضلاً عن سد العجز الكبير في الموازنة الذي وصل إلى مرحلة طرح سندات دين محلية”.
تعتبر الرياض بكل المقاييس الخاسر الأكبر حتى اللحظة من اتفاق “أوبك” الذي رعته وباركته سابقاً، لكن رغبة المملكة بطرح أسهم “أرامكو” للبيع يحتاج بكل تأكيد إلى إعادة رفع أسعار النفط، وهذا ما لم يكن في حسبان المسؤولين السعوديين عندما قرروا استغلال نفوذهم في “أوبك” للنيل من إيران. ووفقاً لوكالة “بلومبرغ” الاقتصادية، حققت إيران إيرادات إضافية خلال الربع الأول من عام 2017 قدرت بـ15 مليون دولار يومياً,