تبحث الرياض عن دورلها في المنطقة بإثارة أزمات دبلوماسية وخوض حروب بالوكالة، في ظلِ الفشل الذي يرافق سياساتها على الصعيدين الداخلي والخارجي.
تقرير: محمد البدري
كـ”مندوب مبيعات يقوم بجولات غربية لبيع مشروعه الاقتصادي والاجتماعي، مستخدما بالأساس دفتر الشيكات يقوم على مبدأ الدفع وتقديم التنازلات”. هكذا شبهت صحيفة “لكسبرسيون” القيادة السعودية.
وصلت التنازلات بحسب الصحيفة، إلى الاعتراف بحق إسرائيل في الأراضي الفلسطينية مما يطرح قيام تحالف ثلاثي بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ضد ما تعتبره الأخيرة “خطراً إيرانياً”.
ترى الصحيفة أن “السياسة الخارجية للسعودية المحكومة بالخوف من مزاعم التوسع الإيراني، كانت السبب وراء العدوان على اليمن والأزمة الخليجية، إلا أن النتائج المرجوة مازالت أقل من المرجوة، في حين ان تلك السياسية أنتجب صورة سيئة للسعودية”.
وعلى قاعدة المثل القائل “ترى القشة في عين أخيك ولا ترى الخشبة في عينك”، تسير السياسة السعودية حيث أن الرياض، وفق “لكسبرسيون”، تعتبر دولاً أخرى “مصدراً للخطر في المنطقة في الوقت الذي تغزو فيه وحلفاؤها اليمن، وتتدخل في سوريا بدعم المجموعات الإرهابية”.
وحول تطور العلاقة بين تل أبيب والرياض، تؤكد “لكسبرسيون” أن “العلاقات بين بينهما تعرف تنسيقاً متزايداً، حيث التقت القيادات السعودية برئيس المخابرات الإسرائيلية مؤخراً، ويعود هذا التعاون والتنسيق بين الطرفين إلى سنين طويلة غير أن الجديد فيه هو الإعلان، إذ أن كلا الجانبين قاما بإعداد الجمهور ذي الصلة بالتدريج”. وتساءلت الصحيفة بالقول: “كيف يتم طمس القضية الفلسطينية من أجل مصالح السعودية، التي من المفروض أنها رمز للعروبة والإسلام على المستويات الجغرافية والتاريخية؟”.
بدورها، تقول صحيفة “أورينت” الفرنسية إنه “فيما تعاني السعودية من وضع اقتصادي مأزوم نتيجة ما وصفته بـ”لعنة النفط”، فإنها عانت أيضاً من إخفاقات دبلوماسية كبيرة خلال العام الماضي”، وتشير “أورينت” إلى أن “تلك الإخفاقات دفعتها إلى البحث عن دور في المشهد السياسي من خلال خوض حروب بالوكالة، من دون نتائج عملية، لا سيما وأن الأزمات الدبلوماسية تنتج توتر في المنطقة قائم على التنافس الاقتصادي والجيوستراتيجي للقوى الإقليمية”. رافق هذا التوتر فشلُ الرياض في حسم الملفات لصالحها من اليمن إلى قطر وصولاً إلى العراق سوريا لبنان وفلسطين المحتلة.