عبرت الرياض عن قلقها من احتجاز حركة “أنصار الله” في اليمن لأكثر من 19 سفنية نفطية في مياه البحر الأحمر. هو اعتراف جديد من قبل المملكة بفشل عدوانها على اليمن وفشل خططها لحماية خطوط الملاحه الدولية.
تقرير: عاطف محمد
أضحت تجارة النفط السعودي في خطر، على الرغم من كل المحاولات لتطمين المستثمرين وإقناع الرأي العام المحلي بقدرة المملكة على حماية أسطولها البحري بالقرب من السواحل اليمنية.
لم يتوقف التهديد اليمني الحقيقي لعماد الاقتصاد السعودي عن استهداف ناقلات النفط في عرض البحر، بل تعداه إلى احتجاز بعضها مادفع الرياض للتعبير عن القلق.
ونشر سفير المملكة في اليمن، محمد آل جابر، بياناً عبر حسابه على “تويتر” شرح فيه تفاصيل الحادث ومستجداته، واعترف جابر باحتجاز حركة “أنصار الله” لأكثر من 19 سفينة مشتقات نفطية، مشيراً إلى ان المقاتلين اليمنيين “يمنعون تلك السفن من دخول ميناء الحُديدة على الرغم من عدم وجود أي سفن فيه”.
تجد السعودية التي تشن حرباً على اليمن منذ سنوات نفسها عاجزةً عن حماية مصالحها النفطية قبالة سواحله على الرغم من الحصار البري والبحري والجوي. فمنذ نهاية عام 2017، شهدت قدرات الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” البحرية تطوراً لافتاً للانتباه، وباتوا يستخدمون أسلحة وتكتيكات متقدمة بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن، والمناجم البحرية، والهجمات بالقوارب السريعة وحتى القوارب المسيرة المحملة بالمتفجرات، بالإضافة إلى الألغام البحرية.
وبالإضافة إلى تهديد حركة الملاحة السعودية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، يستهدف اليمنيون بشكل يومي منشآت النفط داخل أراضي المملكة وتحديداً شركة “أرامكو”، الأمر الذي يلقي بتداعيات على سوق الطاقة العالمي وأسعار النفط وعلى بيئة الأعمال والاستثمار السعودية.
ويزيد الاعتراف السعودي باحتجاز سفن نفطية تابعة لها من المخاوف الدولية حول خطوط الملاحة فالمسار البحري الذي يصل بين “باب المندب” في اليمن، وقناة السويس في مصر تمر منه نحو 30 في المئة من إجمال تجارة النفط العالمية، فضلاً عن أن اليمن يشهد حرباً أخرى غير معلنة بين السعودية وحليفتها في العدوان الإمارات من أجل بسط السيطرة على سواحله وموانئه الاستراتيجية.