تشهد العلاقة بين السعودية و”إسرائيل” تقاربا غير مسبوق. وفي خضم الحديث عن الانتقال من التطبيع السري إلى التنسيق وتطابق المواقف اتجاه قضايا المنطقة، لا سيما إيران، التي تعتبرها المملكة تهديداً مشتركا لها مع إسرائيل، فإن المملكة ستفتح أبوابها قريبا لاستقبال السياح من كيان الاحتلال.
تقرير: هبة العبدالله
لن تقتصر العلاقات السعودية الإسرائيلية التي تسعى إليها الرياض بجهد كبير على ما يُعقد من اجتماعات سرية في واشنطن أو على زيارات سرية يجريها مسؤولون سعوديون إلى تل أبيب، إذ تسعى المملكة إلى ما هو أوسع من ذلك في العلاقة مع كيان الاحتلال والتي تريدها الرياض علاقة متجذرة مع المواطنين وليس فقط مع المسؤولين الإسرائيليين.
فقد ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني، أن الإسرائيليين “ربما يتمكنون قريباً من الدخول إلى السعودية وزيارة أمكان أثرية تعود لليهود هناك منها “وادي خيبر”، مستشهدة على ذلك بزيارة الجنرال السعودي أنور عشقي إلى إسرائيل، خلال يوليو / تموز 2017، بما يعكس تطور العلاقات السعودية الإسرائيلية “بشكل غير مسبوق”.
وبحسب الصحيفة، فإن “اليهود لا يوجد لهم نشاط منظم في السعودية منذ نحو 70 عاماً، وكانوا ممنوعين من دخول السعودية، لكن منذ عام 2014 بدأ يسمح لبعضهم بدخول المملكة لأغراض العمل، ولكن ليس للصلاة، وقد يتعمق هذا التغيير الآن مع المساعي التي يبذلها ولي العهد محمد بن سلمان للتقارب مع تل أبيب”.
تعتبر الصحيفة الإسرائيلية أن زيارة عشقي لكيان الاحتلال ولقائه عدداً من المسؤولين الدبلوماسيين هناك وأعضاء من الكنيست، “مقدمة لمرحلة جديدة قد يكون عنوانها السماح لليهود بزيارة أماكنهم الأثرية والتاريخية في الحجاز”.
وعدد الموقع الإسرائيلي “5 أماكن أثرية يهودية مهمة في السعودية، تحوز اهتمام الإسرائيليين على شبكة الإنترنت، وقد تكون قريباً ضمن الأماكن التي تسمح المملكة لليهود بزيارتها، من بينها “وادي خيبر” و”قلعة خيبر” و”قصر خيبر”.
وأمام المعروف السعودي الذي يقدمه ابن سلمان إلى كيان الاحتلال، يسعد المسؤولون الإسرائيليون في تل أبيب بلهاث الرياض نحو التطبيع والتنازل عن القضية الفلسطينية لمصلحة صداقة مع إسرائيل تراها الأخيرة تخادلاً وهواناً من المملكة.