كان قائد “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي واضحاً وقاطعاً، في خطاب نعيه للرئيس الشهيد صالح الصماد، بأن واشنطن تتحمل مسؤولية اغتيال وهو اتهام مبني على براهين تثبت ضلوع واشنطن المباشر في العملية، في الوقت الذي لم تكن فيه الرياض وأبو ظبي على دراية تامية بالشخصية التي اغتيلت.
تقرير: محمد البدري
لم يكن تحميل قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه يوم الإثنين 23 أبريل / نيسان 2018، لواشنطن المسؤولية الأولية لاغتيال رئيس المجلس السياسي اليمني صالح الصماد اتهاماً سياسياً فقط، بل إنه يستند الى وقائع وبراهين تثبت تورطها المباشر في جريمة الاغتيال.
فقد أكد مصدر قيادي في “أنصار الله” لصحيفة “الأخبار” اللبنانية أن اغتيال الصماد “شاركت فيه قوات الولايات المتحدة في عملية على الساحل الغربي لليمن، يوم الخميس الماضي”، 19 أبريل / نيسان.
وفي تفاصيل العملية، فإنه عقب تحركات أمنية في الجو وعبر عملاء على الأرض، وبعد عملية معقدة، رُصد هدف صُنِّف على أنه “قيادي عسكري كبير”، لتنطلق إثر ذلك، وفق ما يؤكده المصدر، طائرة حربية ترافقها طائرة استطلاع إلى أجواء محافظة الحُديدة غرب اليمن.
وأقدمت الطائرة الحربية التي لا يزال مجهولاً ما إذا كانت أميركية أم سعودية أم إماراتية على تنفيذ هجوم بقصف سيارتين، واحدة يستقلها الصماد بيضاء اللون وبداخلها سائق ومرافقين اثنين، وباص يقلّ مرافقين آخرين، مما أدى على الفور إلى استشهاد الصماد ومرافقيه الستة.
شكل تأخير الإعلان عن الاغتيال فضيحة كبيرة للقوات السعودية والإماراتية التي تقود العدوان على اليمن، إذ لم يكن هؤلاء على علم ودراية بما جرى، حتى أن قيادة العدوان لم تنشر تسجيل الاستهداف الا بعد تأكيد الحوثي أن الشخصية التي تم استهدافها في الغارة على الحُديدة هي صالح الصماد.
وفيما لم يعلن تحالف العدوان عن أيّ غارات أو عمليات في المنطقة طوال المدة التي تقلّ عن 5 أيام بقليل، فإن الرياض وأبو ظبي ابتلعتا الطعم الأمني الذي رمته صنعاء، عبر إظهار الصماد في شريط مصوّر بعد استشهاده، والذي كان يهدف، بحسب المصادر، إلى فضح ضعف السعوديين والإماراتيين استخبارياً، وإفشال أي خطوة مبيّتة للأعداء قد تلي العملية.
ويؤكد القيادي في “أنصار الله” أن “لدى قيادة الحركة ملء الثقة بأن الأميركيين شاركوا في الهجوم، أقلّه عن طريق الاستطلاع والدعم الأمني، مع احتمال أن تكون الطائرات السعودية شاركت بما يقتصر على تنفيذ الغارة من دون العلم بالهدف”.
لا تستثني الحركة أي طرف من الجبهة المقابلة في الرد، والذي يجري تدارسه منذ يوم الجمعة 20 أبريل / نيسان، بحسب المصدر. وسيشمل الرد أهدافاً “تتناسب والخسارة التي تتطلب تدفيع العدوان ثمناً موجعاً، ومنها أهدافًا أميركية من بين عدة أهداف، ولن يقتصر على السعودية والإمارات”، وفق المصدر نفسه.